إثيوبيا تعلن اكتمال بناء سد النهضة.. خبراء يشككون: أمامهم عامان
تستمر إثيوبيا في تنفيذ إجراءاتها المنفردة المتعلقة بسد النهضة، حيث قامت مؤخرًا بإغلاق مفيض السد، مما أدى إلى انخفاض تدفق المياه إلى دول المصب، مصر والسودان.
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في تصريحات أدلى بها، اليوم الخميس، أمام مجلس النواب الإثيوبي اكتمال بناء سد النهضة بالكامل بنسبة 100%.
وزعم آبي أحمد أن اكتمال البناء لن يتسبب في أي ضرر لدول المصب، مصر والسودان، مشددًا على التزام إثيوبيا بمواصلة تحقيق أهدافها التنموية دون الإضرار بمصالح الآخرين.
إغلاق مفيض سد النهضة وتأثيره على تدفق المياه
وفي وقت لاحق أعلنت إثيوبيا عن إغلاق المفيض الغربي لـ سد النهضة، مما قد يؤدي إلى تقليل كمية المياه المتدفقة عبره، حيث تمر المياه من خلال فتحات التوربينات.
وقال الدكتور رشاد حامد، مستشار اليونسيف، إن هذا الإجراء لا يعني توليد الكهرباء، نظرًا لعدم وجود شبكة نقل كهرباء فعالة، حيث تشير المعلومات إلى أن عدم تشغيل التوربينات بشكل كامل يعود إلى غياب الشبكة اللازمة لنقل الكهرباء.
وأشار الدكتور حامد إلى أن إثيوبيا لم تستطع توليد الكهرباء منذ عدة أشهر، بسبب إجراء إغلاق التوربينات لمدة تتجاوز الشهرين.
ويذهب مراقبون إلى أن إغلاق المفيض قد يؤدى إلى تراجع منسوب النيل الأزرق، المصدر الرئيسي لمياه نهر النيل، وتكشف صورا متداولة عن حدوث انخفاض ملحوظ في مستوى المياه عقب غلق بوابتين من المفيض مقارنة بتدفق النهر خلال الأيام الماضية .
عباس شرقي: سد النهضة الإثيوبي مكتمل خرسانياً وليس مائياً
أكد الخبير المصري الدكتور عباس شراقي أن السد الإثيوبي قد اكتمل خرسانياً بنسبة 100%، لكنه لا يزال غير مكتمل مائياً.
أشار إلى أن التخزين الفعلي الأقصى، والذي يبلغ 60 مليار متر مكعب، قد تم تحقيقه، لكن كهربائياً لم يتم تركيب سوى 4 توربينات من إجمالي 13 توربين، وتوقفت جميعها خلال الشهرين الماضيين لأسباب فنية.
وأوضح شراقي أن الهدف الرئيسي من بناء السد هو إنتاج الكهرباء، لذا يتبقى تركيب 70% من التوربينات، مما يعني أن إثيوبيا تحتاج إلى ما لا يقل عن عام، وقد تصل المدة إلى عامين قبل أن تبدأ في الحصول على الكهرباء من السد.
وأشار إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشأن اكتمال بناء السد بنسبة 100% لها دافع سياسي، حيث تأتي رداً على التأخيرات في البناء التي كانت مقررة منذ عام 2017، مما أثار انتظارات الإثيوبيين.
تأثير إغلاق المفيض على السدود الأخرى
أوضح الباحث في الشأن الإفريقي هاني إبراهيم، أن هذا التراجع في تدفق المياه قد أثر أيضًا على تشغيل سد الروصيرص السوداني، مما يزيد من التعقيدات المرتبطة بتدفق المياه في النظام النهري ككل.
الأبعاد البيئية والاقتصادية لإغلاق مفيش سد النهضة
يترافق خفض التدفق للمياه مع عواقب بيئية خطيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى جفاف أجزاء من حواف النهر، مع مرور الوقت، سيتسبب تمرير كميات أكبر من المياه في تشبع تلك الحواف بالماء، مما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المياه. هذا الأمر سيكون له تأثيرات سلبية على الزراعة والموارد المائية في الدول المجاورة.
الآثار المستقبلية لإغلاق مفيض السد الإثيوبي
تشير التوقعات إلى أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة مائية جديدة، حيث ستتأثر جميع السدود المرتبطة بنهر النيل الأزرق، ليشدد هاني إبراهيم الباحث في الشأن الإفريقي على أهمية المراقبة الدقيقة لتدفق المياه والعمليات التشغيلية للسدود لتفادي الأزمات المستقبلية.
مصر توقف مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا
وفي وقت سابق أعلنت مصر وقف المفاوضات مع أديس أبابا بشأن السد متهمة أديس أبابا بالمماطلة والمراوغة ومؤكدة على حقها في الدفاع عن مصالحها ورفض مصر القاطع للسياسات الأحادية التي تنتهجها إثيوبيا، والتي تخالف قواعد ومبادئ القانون الدولي.
واستمرت مسارات المفاوضات حول سد النهضة لمدة 13 عامًا بنوايا مصرية صادقة، انتهت بعد أن اتضح أن أديس أبابا تسعى فقط لاستمرار الغطاء التفاوضي دون رغبة حقيقية في التوصل إلى حل، مما يعكس غياب الإرادة السياسية.
وكشف الرئيس عبد الفتاح السيسي في مرحلة إن مصر تستخدم كافة الوسائل المتاحة لحماية مصالحها فيما يتعلق بسد النهضة، مشيراً إلى أهمية الحوار والدبلوماسية .