مجزرة بيت لاهيا.. إسرائيل تواصل مذابح شمال غزة بلا رحمة
مجزرة بيت لاهيا، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، هجومها الجوي والبري والبحري على مناطق واسعة في قطاع غزة، مع دخول الحرب يومها الـ390، بينما تطلق بلدية بيت لاهيا استغاثة للمدينة "المنكوبة".
ويزيد جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجماته على شمال القطاع المحاصر منذ نحو 4 أسابيع، مما يتسبب في مزيد من الضحايا والدمار، ويعمق المأساة الإنسانية هناك وسط نقص حاد في الغذاء والماء والخدمات الطبية.
وقتل جيش الاحتلال في بيت لاهيا، اليوم الأربعاء، أكثر من 30 فلسطينيًا بعد أن قتل حوالي 90 شخصًا، أمس الثلاثاء، في ضربة واحدة، ما يدفع بلدية المدينة إلى إعلانها منطقة منكوبة.
مجزرة بيت لاهيا.. جرائم حرب متكررة بشمال غزة
ويستهدف القصف الإسرائيلي منطقة حي السلاطين في بيت لاهيا ومحيط سوق الشيخ رضوان القريب، ما يؤدي إلى مقتل نحو 35 فلسطينيًا صباح اليوم، ويرفع عدد القتلى في حصار الشمال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى 1260 شخصًا.
وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية في بيانها أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، مما يسفر عن عشرات الشهداء، ويصل عدد الشهداء الذين تصل جثامينهم إلى المستشفيات إلى 102 شهيد و287 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وتشير إلى أن "هناك عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث لا تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم".
خسائر العدوان الإسرائيلي على غزة منذ بدء الحرب العام الماضي
ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة، إلى أكثر من 43 شهيدًا وأكثر من 100 مصابًا منذ السابع من أكتوبر 2023، حث تبدأ إسرائيل، في الخامس من الشهر الحالي عملية عسكرية في شمال قطاع غزة، تستهدف إخلاء مناطق واسعة تحت نيران كثيفة، مما يثير المخاوف في العالم حول تنفيذ "خطة الجنرالات" هناك.
ما هي خطة الجنرالات ؟
تتضمن "خطة الجنرالات"، التي أعدها جنرالات سابقون في جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة غيورا آيلاند، بحجة القضاء على أي وجود لحركة حماس الفلسطينية في شمال القطاع، من خلال السطور التالية:
- إفراغ سكان شمال قطاع غزة بالكامل إلى الجنوب
- تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة
- منع دخول المساعدات الإنسانية
- اعتبار من يبقى داخل شمال قطاع غزة "إرهابيًا"، والعمل على تصفيته.
- تطبيق نفس الفكرة داخل جنوب قطاع غزة خلال المرحلة الثانية من خطة الجنرالات
بيت لاهيا.. مدينة منكوبة
يمثل مخيم جباليا محور الهجوم العسكري الإسرائيلي، لكن القصف المروع وأوامر الإخلاء تشمل أيضًا مناطق قريبة مثل بيت لاهيا وبيت حانون. بعد الهجوم الأخير على بيت لاهيا، تعلن البلدية أن المدينة منكوبة، وتطلق نداء استغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. تعاني بلدية بيت لاهيا، بحسب تصريحات مسؤوليها، من كارثة إنسانية نتيجة الحرب المستمرة والحصار المفروض على المدينة.
وتضيف بلدية بيت لاهيا أن المدينة أصبحت بلا طعام، بلا مياه، بلا مستشفيات، بلا إسعافات، بلا دفاع مدني، بلا أطباء، بلا خدمات صرف صحي، بلا نفايات، وبلا اتصالات". يطالب المسؤولون في بلدية بيت لاهيا والأهالي بمساعدتهم في البحث عن ناجين أو جثامين تحت الركام، في ظل عدم قدرة الدفاع المدني والإسعاف على الوصول إليهم.
لماذا يرفض نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة ؟
تقول الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، إن نتنياهو يبرر رفضه وقف الحرب في غزة من ضمنها المبادرة المصرية التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الرغم من موافقته على تحرير أربعة رهائن، لكنه يرفض نقطة وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين بعد عشرة أيام لاستكمال المفاوضات حول صفقة شاملة.
توضح الدكتورة تمارا حداد في حديث خاص لموقع الأيام المصرية أن نتنياهو غير معني بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم، فعملية وقف إطلاق النار تعني بالنسبة له اليوم التالي للحرب، مما يؤدي إلى سقوطه وانتهاء حياته السياسية، ويعرضه للمحاكمات بتهمة الفساد وخيانة الأمانة.
تشير الباحثة السياسية إلى أن نتنياهو يعلن بنفسه أن الملف الوحيد الذي يستطيع التحكم فيه هو ملف قطاع غزة، مضيفة أنه يرغب في استمرار الحرب هناك حفاظًا على حياته، حتى لا يواجه المحاكمة. وتلفت الانتباه إلى أن المحاسبة القضائية لنتنياهو تتأجل حاليًا بحجة إدارة الحرب على قطاع غزة.
وتضيف حداد أن نتنياهو يعلم تمامًا أن وقف الحرب في غزة سيؤدي إلى استقالة بن غفير وسموتريتش من الحكومة الإسرائيلية، مما يتسبب في سقوط الحكومة، وسقوط رئيس الوزراء يعني لجوءه للقضاء الإسرائيلي.
وتؤكد أن اليوم التالي للحرب بالنسبة لنتنياهو هو عودة المرشح الرئاسي لدى الحزب الجمهوري دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، ولذلك يطيل الحرب حتى انتهاء المعركة الانتخابية الأمريكية.