أصبحت من مريديه.. ماذا قال حسن يوسف عن الشعراوي؟
توفي الفنان الكبير حسن يوسف عن عمر يناهز الـ 90 عامًا بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال السينمائية والدرامية المتميزة، ويعد مسلسل "إمام الدعاة"، الذي تناول حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي، أبرز أعماله، وفي هذا الإطار ينشر موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية علاقة حسن يوسف بـ الإمام الراحل محمد متولي الشعرواي.
علاقة حسن يوسف بالشيخ الشعراوي
لم تقتصر علاقة حسن يوسف بالشيخ الشعراوي على تجسيد حياته في عمل درامي، بل جمعت بينهما علاقة وطيدة، إذ كان يوسف يستشير الشعراوي في أمور حياته، وذكر يوسف في مقابلة تلفزيونية موقفًا كان فيه قد فكر في ترك العمل الفني وافتتاح مشروع زراعي، فنصحه الشعراوي بالاستمرار في مجاله الفني، وأوصاه بتقديم أعمال تحث على القيم والأخلاق، كاحترام الوالدين وقول الكلمة الطيبة.
دوافع تقديم مسلسل "إمام الدعاة"
تأثر حسن يوسف بوفاة الشيخ الشعراوي، ورغب في تقديم مسلسل عن حياته لتعريف الشعب المصري والعربي بجوانب من سيرته، وصرح بأنه شعر بالغيرة على الشيخ بعد إنتاج مسلسل ناجح عن حياة أم كلثوم، فقرر أن يكرم الشعراوي بعمل درامي يليق بمكانته كإمام الدعاة.
البدايات الفنية للفنان حسن يوسف
بدأ حسن يوسف مسيرته بإطلالة شابة مرحة، حيث تميز بخفة ظله ووجهه المبتسم، وعرف بكونه "الولد الشقي"، وقدم العديد من الأعمال السينمائية الناجحة، ومع مرور الوقت، انتقل إلى تقديم الأعمال الدينية، والتي شهدت نقلة نوعية في مسيرته بعد تقديمه لمسلسل "إمام الدعاة".
قصة اللقاء الأول مع الشعراوي
في أحد لقاءاته، تحدث يوسف عن لقائه الأول بالشيخ الشعراوي أثناء تأديته لمناسك العمرة عام 1981، إذ دعاه أبناء الشيخ عبد الله سلام للإفطار على شرف الشعراوي، ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقتهما المتينة، ووصف يوسف كيف تأثر بكلمات الشعراوي، الذي كان يناديه بـ"يا سي حسن"، مشيرًا إلى أن الشعراوي كان يطرح أمثالًا وحكايات ليستنبط منها يوسف الرأي الصحيح حول عمله في الفن.
وقال يوسف عن أول لقاء جمعه بالشيخ الشعراوي، أنه منذ أن رآه المرة الأولى أصبح من مريديه.
رؤى الشعراوي عن الفن ودوره الاجتماعي
وحينما سأل حسن يوسف الشيخ الشعراوي عن هل الفن حرام أم حلال؟، فأجابه إذا وضع في كوب ماء، ونفس الكوب وضع فيه خمر فما ذنب الكوب، فاستنتج يوسف من هذه القصة الرمزية أن الفن يمكن أن يكون وسيلة لنشر الخبر والقيم، وأخبره أن يقدم أعمال تتناول حياة الدعاة.
كواليس تجسيد شخصية الشعراوي
خلال ندوة له في قصر السينما، أوضح يوسف أن الشعراوي وافق على تجسيد حياته في مسلسل "إمام الدعاة" بشرط أن يتم بعد وفاته، وأوضح الشعراوي موقفه بقوله: "لو قدمتُ العمل وأنا حي، قد تحدث مشاكل"، مؤكدًا على رغبته في نشر سيرته بعد رحيله، ليصل أثره التعليمي والروحي للجمهور من خلال الفن.
قرار اعتزال شمس البارودي
أوضح حسن يوسف أن زوجته، الفنانة المعتزلة شمس البارودي، اتخذت قرار الاعتزال بعد أدائها مناسك العمرة، ورغم محاولة إقناعها بالعودة للتمثيل، أصرت على موقفها، حيث كانت قد انخرطت في الاستماع للشرائط الدينية، وابتعدت عن الأضواء، لكنها لم تأخذ رأي الشعراوي في هذا القرار.
رأي الشعراوي في ارتداء النقاب
عندما ارتدت شمس البارودي النقاب، شعر يوسف بالتردد، فسأل الشعراوي والقرضاوي، اللذين أكدا له أن النقاب ليس فرضًا وإنما فضل، ونتيجة للأحداث المحيطة، اتفقت البارودي مع يوسف على عدم الاستمرار بارتداء النقاب لتسهيل تفاعلها مع المجتمع.
كواليس إطلاق حسن يوسف لحيته
أطلق حسن يوسف لحيته أثناء تأديته فريضة الحج عام 1990، وعند سؤاله عن استعداده لحلقها إذا تطلب دوره الفني ذلك، أكد أنه لن يتردد في حلقها إن استدعى الأمر، مشيرًا إلى التزامه بمتطلبات العمل دون تعارض مع قناعاته الشخصية.
وداع الأوساط الفنية للفنان حسن يوسف
مع رحيل حسن يوسف، نعاه العديد من زملائه ومحبيه، مشيدين بإسهاماته الفنية الكبيرة ومسيرته الطويلة في إثراء الدراما المصرية، كان حسن يوسف فنانًا كبيرًا ترك بصمة لا تُنسى على الشاشة المصرية والعربية، ورحل تاركًا خلفه إرثًا من الأعمال الفنية والذكريات المؤثرة.