ضغوط الجمال الرقمي على الشباب.. معايير تجميلية وهمية وتأثيراتها النفسية
ضغوط الجمال الرقمي على الشباب، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها "إنستجرام" و"تيك توك" و"يوتيوب"، منصات تفرض معايير تجميلية غير واقعية على الشباب، حيث باتت البشرة الناعمة وخطوط الجسم المثالية وأنماط الحياة الفاخرة تمثل الصورة المقبولة، وتشكل هذه المعايير ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الشباب، إذ يشعرون بعدم الرضا عن مظهرهم وحياتهم، في هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة لدور الأهل في دعم أبنائهم ومساعدتهم على التمييز بين الواقع والمحتوى الرقمي المعدل، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل خلال السطور التالية.
الجراحة التجميلية والتأثير على التصورات الاجتماعية
تزامنًا مع تزايد معايير الجمال الرقمي، انتشرت الجراحات التجميلية بين الشباب الباحثين عن "المظهر المثالي"، أصبحت الصور المتداولة للجسد المثالي، التي يعاد نشرها بكثرة، حافزًا للكثيرين للجوء إلى عمليات التجميل؛ لكن هذه التدخلات لا تضمن ودائمًا سعادة الشخص أو زيادة ثقته بنفسه، فبعض العمليات قد تترك آثارًا عكسية، حيث لا يرتبط التحسن الجسدي بالرضا النفسي في حال لم يحقق الفرد التصالح الداخلي.
ورغم أن التدخلات التجميلية ساعدت بعض النساء على تحسين علاقتهن بأجسادهن، فإن الهدف الأساسي يجب أن يكون إيجاد التوازن النفسي الداخلي إلى جانب الجمال الخارجي، ويشجع الأخصائيون الأفراد على التحقق من دوافعهم قبل اللجوء للجراحات، لضمان أن التغييرات ليست مجرد استجابة للضغوط المجتمعية بل أيضًا جزء من رحلة شخصية نحو تحسين الثقة بالنفس.
التأثيرات النفسية ومعايير الحياة المثالية
يتأثر الشباب ليس فقط بصور الجمال بل بأسلوب الحياة الذي يعرض على منصات التواصل الاجتماعي، وتنشر مقاطع حول حياة تعتمد على الرفاهية والسفر والاستهلاك، مما يجعل الشباب يشعرون بعدم الرضا عن حياتهم، ويضعهم تحت ضغط مستمر لنيل إعجاب الآخرين، ونتيجة لذلك، قد يتجه البعض إلى عادات غير صحية أو أنظمة غذائية متطرفة للوصول إلى المظهر المرغوب.
ويعد تأثير هذه المعايير عميقًا على الصحة النفسية للشباب، حيث تسبب انعدام الثقة بالنفس، الشعور بتشوه الجسم، وحتى الاكتئاب، وعلى الرغم من أن الفتيات يسعين للمظهر الأنحف، يحاول الشباب الحصول على جسم أكثر عضلية، مما يدفع البعض لممارسة التمارين بشكل مفرط، غير مدركين الأضرار الصحية لذلك.
دور العائلة في مواجهة ضغوط الجمال الرقمي
تلعب العائلة دورًا كبيرًا في دعم الشباب لمواجهة هذه الضغوط، ويحتاج الأهل إلى تعزيز وعي أبنائهم حول المحتوى الرقمي، وإفهامهم أن العديد من الصور على منصات التواصل الاجتماعي معدلة وليست حقيقية، وإليك بعض الخطوات لدعم الشباب:
- إقامة تواصل مفتوح: التشجيع على تقييم محتوى وسائل التواصل من منظور نقدي، وتجنب الأحكام السلبية، مما يساعد على فهم الفارق بين الواقع والتزييف.
- تنمية الثقة بالنفس: التركيز على إنجازات الشباب وسماتهم الشخصية لتعزيز ثقتهم بعيداً عن معايير المظهر.
- التوضيح حول التلاعب الرقمي: مساعدة الشباب على إدراك أن معظم الصور المعدلة لا تعكس الحقيقة، مما يقلل من تأثير الضغوط التجميلية.
- إدارة وقت وسائل التواصل: تشجيع الشباب على تقليل الوقت المخصص لوسائل التواصل، واستثمار مزيد من الوقت في تجارب حياتية واقعية.
الجمال الداخلي كقيمة أساسية
ينبغي التأكيد على أن الجمال لا يقتصر على المظهر الخارجي فقط، فالثقة بالنفس والقبول الداخلي جوانب أساسية تضمن للشباب التوازن النفسي والصحي، وتحتاج العائلات إلى دور واع ومؤثر في تعزيز تفكير الشباب النقدي، وزرع القيم التي تمكنهم من مقاومة ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي وتحقيق الرضا عن ذواتهم.