شهر أكتوبر وسرطان الثدي.. ما سر ارتباط المرض بالشريط الوردي؟
توجد علاقة بين شهر أكتوبر حملات التوعية بسرطان الثدي، حيث بدأت عمليات التوعية بهذا المرض في شهر أكتوبر عام 1985 في الولايات المتحدة الأميركية ومنذ ذلك التاريخ أصبح شهر أكتوبر يومًا للتوعية ضد مخاطر سرطان الثدي في العالم.
ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية تفاصيل علاقة شهر أكتوبر بسرطان الثدي وسر اختيار الشريط الوردي في التوعية بمخاطر سرطان الثدي.
أكتوبر 1985 أول جهود رسمية للتوعية من سرطان الثدي
شهد العالم خلال العقود الأخيرة تحديدًا في شهر أكتوبر من عام 1985 جهودًا عالمية من أجل رفع الوعي بسرطان الثدي حيث شهد أول جهود رسمية للتعريف والتوعية بالمرض الخطير الذي يصيب أكثر من 10% من السيدات حول العالم سنويًا.
وتم استخدام الشريط "الوردي" كرمزًا لشهر أكتوبر من أجل تثقيف وتوعية المهتمين بهذا المرض من خلال توضيح طرق التعرف على العلامات والأعراض بشكل مبكر وتحديد عدد الوفيات وسبل خفض معدلات الإصابة.
وتشير التقارير أن نحو 11.6% من السيدات اصيبت بسرطان الثدي عام 2022، ويحتل المرتبة الثانية بين أنواع السرطان الشائعة في العالم، حيث تم تشخيص حوالي 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي و666 ألف حالة عالمية، فهو السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين السيدات.
سر اعتماد شهر أكتوبر للتوعية بمرض سرطان الثدي
بدأت التوعية بسرطان الثدي الوطني في الولايات المتحدة الأميركية لأول مرة في أكتوبر عام 1985، بحملة مشتركة بين الجمعية الأميركية للسرطان وقسم الأدوية في شركة "إمبيريال كيميكال إنداستري" الطبية للترويج لتصوير الثدي بالأشعة السينية، أكثر أداة فعالة لمكافحة سرطان الثدي.
وانطلقت مبادرة التوعية بسرطان الثدي لمدة أسبوعًا كاملًا من شهر أكتوبر 1985 وبمساعدة السيدة الأولى السابقة وناجية سرطان الثدي، بيتي فورد، زوجة جيرالد فورد رئيس للولايات المتحدة، حيث تمكنت من لفت الانتباه إلى المرض بعد إصابتها بسرطان الثدي.
اختيار الشريط الوردي لأول مرة للتوعية بسرطان الثدي
بدأت عام 1992 امرأة أميركية تدعى شارلوت هالي، حفيدة وابنة وأخت سيدات عانين من سرطان الثدي، في صنع شرائط يدوية باللون الوردي الخوخي المائل للبرتقالي الزهري لأول مرة للتوعية بسرطان الثدي.
ميزانية السرطان 1.8 مليار دولار 5% فقط للوقاية منه
ووزعت آلاف من تلك الشرائط مع بطاقة مكتوب عليها "الميزانية السنوية للمعهد الوطني للسرطان 1.8 مليار دولار، 5% فقط منها يذهب للوقاية من السرطان. ساعدونا في إيقاظ المشرعين وأميركا من خلال ارتداء هذا الشريط للتضامن معنا".
تحول الشريط الوردي ليصبح رمزا عالميا
انتشرت الحملة ورمزية "الشريط الوردي" بداية من حملة "هالي"، وطلبت الشركات والقنوات الإعلامية والصحف والمجلات الكبرى منها الإذن بعرض شريطها ورسالتها، لكن شارلوت هالي رفضت تحويل الحملة التوعوية لحملة تجارية لمنع تشتيت هدف الحملة الحقيقي.
قامت مجلة "سيلف" بإطلاق عددها السنوي تحت مظلة التوعية بسرطان الثدي واستهداف السيدات من متابعيها، فقررت تغيير لون الشريط التضامني مع مرض سرطان الثدي لتتمكن من استخدام الرمز بحرية، ومن هنا وُلد الشريط الزهري الوردي بشكله الذي نعرفه اليوم.
تم اختيار شهر أكتوبر عام 1992 للتوعية بسرطان الثدي بمشاركة شركة مستحضرات التجميل العملاقة "إستي لودر"، ووضعت على منتجاتها الشريط الوردي رمزًا للأمل والقوة والدعم للسيدات اللاتي تواجهن سرطان الثدي، لأول مرة، وتم اعتماد الحملة في الولايات المتحدة وخارجها.
درجات ألوان مختلفة لأنواع سرطان الثدي
هناك أيضًا عدد من الألوان ضمن شرائط سرطان الثدي، مثل الشريط الوردي الداكن لسرطان الثدي الالتهابي، والوردي مع الأزرق المخضر لسرطانات الوراثية والنسائية، والوردي والأزرق لسرطان الثدي عند الذكور، والأزرق المخضر والوردي والأخضر لسرطان الثدي الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى اللون الوردي الباستيل الزاهي الذي أصبح معظم الناس يعرفونه ويربطونه بالمرض.
1992 اطلاف آلاف حملات التوعية بسرطان الثدي
وانطلقت آلاف الحملات منذ العام 1992، لزيادة الوعي بالمرض، والتثقيف حول طرق الوقاية منه والكشف المبكر عنه، وجمع الأموال لدعم الأبحاث، ووصلت هذه التوعية لمختلف بلدان العالم، واليوم تعمل المنظمات غير الربحية والهيئات الحكومية والجمعيات الطبية معًا لتعزيز الوعي بسرطان الثدي.
استغلال مرضى سرطان الثدي لتحقيق مكاسب شخصية
وزعم المنتقدون أن شهر أكتوبر أصبح بالنسبة للنساء أكثر تركيزًا على تشجيعهن على الخضوع للتصوير الشعاعي للثدي، حيث أن شركات التصوير الاشعاعي للثدي تدر أرباحًا كثيرة للشركات بدلًا من إجراء مناقشات هادفة وفعالة حول أسباب سرطان الثدي والوقاية منه وعلاجه.
وينتقد البعض قلة أو انعدام التبرع لأبحاث سرطان الثدي أو القضايا ذات الصلة بشكل مؤثر، وسط مطالبات بالعمل بشكل أكبر على مكافحة المرض والتوعية بأعراضه وتخصيص الميزانيات في مجال البحث العلمي للحد من معدلات الإصابة.