نتائج استطلاعات الرأي.. أكذوبة لتوجيه الرأي العام قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024
اقترب موعد انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، الذي يبق منه سوى 15 يومًا على بدء السباق الرئاسي بين نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الرئاسية لدى الحزب الديموقراطي كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، حيث من المقرر بدء التصويت في الخامس من نوفمبر المقبل.
وفيما ينتظر العالم ساكن البيت الأبيض الجديد، يتساءل الشعب الأمريكي هل سيعود ترامب للبيت أم سيشهد التاريخ الأمريكي لأول مرة انتخاب أول امرأة ذات البشرة السمراء كامالا هاريس ؟
شكوك حول نتائج استطلاعات الرأي بين ترامب وهاريس
تشير بعض استطلاعات الرأي التي تجريها بعض وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة أن المرشحة الديموقراطية هاريس تتقدم بنسبة ضيئلة على منافسها الجمهوري المحافظ دونالد ترامب، فيما يرى بعض المحللين أن استطلاعات الرأي لصالح هاريس تثير الشكوك، خاصًة أن هاريس وهي الآن ما زالت نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تحقق نجاحات ملحوظة في عدة ملفات أبرزها ملف الهجرة، الأمر الذي جعل ترامب يتحداها شعبويًا وإن كانت نجحت في تحقيق وحدة الصف بين الديموقراطيين بعد انسحاب بايدن من الانتخابات.
ورغم أن هاريس في المناظرة الرئاسية الأخيرة أمام ترامب استطاعت أن تتحدث بقوة عكس جو بايدن، لكن لم تحقق إلا فارق ضئيل في شعبية الحزب الديموقراطي، بل على العكس بسبب تصريحاتها بدعم إسرائيل فقدت كثيرًا من الأصوات لاسيما الأمريكيين المسلمين وذات أصول عربية.
شعبية ترامب تثير مخاوف المسئولين الديموقراطيين
يرى المحللون السياسيون أن الحركة المحافظة التي تدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب بشكل متطرف تمثل ملاذًا للأفراد الذين يعانون من الضغوط الاقتصادية والتغيرات الثقافية والتكنولوجية السريعة، فيما يعتقد البعض أن "ترامبيستا" تشمل فئة من المجتمع الأمريكي تشعر بخيبة أمل عميقة تجاه النظام السياسي الحالي.
ومع ذلك، فإن العوامل الاقتصادية والثقافية ليست الوحيدة التي ساهمت في بروز هذه الحركة، فشخصية الرئيس السابق والمرشح لولاية ثانية ترامب وأسلوبه في التواصل الذي يعتمد على لغة بسيطة بعيدًا عن البلاغة السياسية، لعبت دورًا حاسمًا في جذب هذه القاعدة الشعبية.
فضلًا عن الولاء القوي الذي يكنه أعضاء حركة "ماجا" المؤيدة لترامب أثار مخاوف كبيرة بين السياسيين والمسؤولين الديموقراطيين، فهناك قلق متزايد من أن السياسة الأمريكية قد تتحول إلى قضية انتمائية تتسم بالهوية بدلاً من التركيز على الحرية السياسية.
وقد تجلى هذا القلق بوضوح خلال أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة، مما دفع إلى توجيه الاتهامات نحو تلك الجماعة.
منسق حملة ترامب: هناك دعاية مضللة ضدنا والعنف لا يعكس قيمنا
يقول سعد بولس، منسق العلاقات العربية لحملة دونالد ترامب، أن العنف لا يعكس قيم ترامب أو أنصاره، مشددًا على أنه ضد أي شكل من أشكال العنف في شعاراته أو تجمعاته الانتخابية.
وأوضح بولس في تصريحاته لقناة القاهرة الإخبارية أن حدة المنافسة مع الحزب الديمقراطي قد تؤدي إلى استغلال بعض التصريحات بشكل غير صحيح، مما يسهم في نشر دعاية مضللة.
وأكد بولس أن ترامب يحظى بعلاقات جيدة مع العديد من قادة الدول العربية والمسلمين، مشيرًا إلى أنه لا يسعى إلى تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط. بل، يسعى دائمًا إلى حقن دماء الشعوب، وهو ما تجلى خلال فترة رئاسته التي شهدت أربع سنوات من الاستقرار دون حروب.
الحزب الديموقراطي .. حمار ذو وجهين
خلال فترة حكم جو بايدن شهدت إدارته عددًا من المواقف الخارجية التي تتسم بازدواجية المعايير، أبرزها:
المقارنة بين الغزو الروسي لأوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فاتهمت الإدارة الأمريكية الديموقراطية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستهداف المدنيين الأوكرانيين خلال الحرب وارتكاب المذابح ضد النساء والأطفال
صدقت الرواية الإسرائيلية بأن حركة حماس الفلسطينية ذبحت 40 طفلًا إسرائيليًا، فيما يرى العالم أجمع في مقاطع فيديو مصورة من رجل فلسطين يحمل طفله بدون رأس في محرقة رفح، والقصف العشوائي على قطاع غزة شمالًا ووسطًا وجنوبًا دون وقف وسقوط آلاف من الأطفال والنساء الفلسطينيين بغزة
وأعلنت الولايات المتحدة التي تحكمها إدارة بايدن أنه لا دليل أن إسرائيل ترتكب جرائم الإبادة الجماعية، الأمر الذي يضع هاريس فيس موقف ضعيف شعبويًا في أمريكا، وإعلان عدد كبير من المسلمين والعرب في أمريكا تراجعهم عن دعم هاريس بسبب موقفها الداعم لجرائم الاحتلال في غزة ولبنان.
ورغم أن ترامب أيضًا بمواقفه الداعم بشكل متطرف لإسرائيل وبعقيدته الدينية اليهودية، إلا أن ترامب رجل اقتصادي رأس مالي بحت، والرأس مالي يخشى الحروب ولا يطيق أن يراها، ولذلك يذهب بعض المحللين إلى أن تقدم هاريس في استطلاعات الرأي مثير للشك.