يوجد في أجهزة الاستخبارات العالمية اقسام لدراسة الأديان والمذاهب والطوائف بشكل واسع، من أجل إختراق العقائد المختلفة للشعوب حول العالم، ودفعها لاتخاذ مواقف تخدم صانع القرار العالمي، الشعوب تفعل ذلك وهي تتصور أنها تنفذ ما يأمر به الدين، وما بشر به، وبعيداً عن «جدلية التلاعب في الأديان وزرع نصوص دينية تخدم أجندات محددة منذ قرون طويلة»، أصبحت النصوص العقائدية هي من تتحكم في القرارات السياسية، ويتسابق رجال الحكم إلى البحث عن نصوص دينية تضفي على تواجدهم في السلطة هالة التقديس وأنهم المعنيون بهذا النص أو ذاك .. ومع مرور الوقت يصبح هؤلاء أسرى لما يعتقدون أنه نص ديني وعقائدي مقدس، ويتم التحكم بهم وادارتهم بعد احتلال عقولهم بالكامل.
لا تستغرب عزيزي القارئ.. ما يحدث في العالم له بعد عقائدي بامتياز.. معروف تماماً أن اليهود لا يحبون المسيحيين ولا يعترفون بمجئ سيدنا عيسى عليه السلام، وهنا السؤال: ما الذي يجعل رؤوساء وحكام بعض الدول ذات الأغلبية المسيحية يؤيدون إسرائيل ويرون في انتصارها فوائد إقتصادية وسياسية ودينية؟!.. ما الذي يجعل حاكم مسيحي الديانة مثل الرئيس الأمريكي بايدن يعلن بوضوح أنه صهيوني؟! .. ما الذي يجعل اليهود يكرهون العرب والمسلمين إلى حد الرغبة في قتل كل عربي وكل مسلم.. لماذا تم دس مجموعة من الإسرائيليات ونسبت زوراً لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ويتم خداع العوام بها؟!.. والسؤال الأهم: هل كل هذا وغيره كان يتم الإعداد له بشكل ملحوظ خلال القرون الماضية من أجل المشهد الذي نعيشه الآن؟!.. بالطبع الجميع يدركون ما قاله كارل ماركس: «الدين افيون الشعوب».. وبالطبع أسهل طريقة لاحتلال أمه هي احتلال عقولها والسيطرة على تفكير شعوبها...
يستغرب الكثيرون .. لماذا لا تتخذ الدول العربية مواقف واضحة ومباشرة ضد إسرائيل؟!، ويعزون ذلك لأسباب سياسية واقتصادية وعسكرية، وجميعها أسباب صحيحة، خاصة مع تأكد مقولة الرئيس المصري الراحل أنور السادات: «أنا مش بحارب إسرائيل.. أنا بحارب أمريكا»، .. يتصور البعض أن اللوبي اليهودي في أمريكا قوياً لأنه يتحكم في الاقتصاد والإعلام الأمريكي، الواقع أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يشمل التغلغل في مختلف المؤسسات التعليمية ووضع المناهج التي تؤيد الرواية الإسرائيلية، والسيطرة على مختلف مؤسسات القانون ووضع قوانين في مختلف الولايات الأمريكية تخدم الخطط الصهيونية، لذا أصبح اللوبي اليهودي يتحكم في كامل مؤسسات الدولة ويديرها كيفما تشاء، وأصبح صانع القرار في بعض الدول مكبل برجال الصهيونية ومنظريها.. يؤدون أدوارهم مقابل المال والشهرة والنفوذ والسلطة والحماية، لذا اللعب في هذا الملف يشبه اللعب بالنار .. وفتحه يمثل خطر على صاحبه ويجعله يُحارب من كثيرون لا يعرفهم.. حرب تبدأ بتضييق الخناق والحصار والاغراق في المشاكل ومنع العمل ومنع الترقي والاختراق العائلي والسحر وصولاً إلى القتل والاغتيال...
مقاومة أم مسرحية؟!
لذا السؤال الأكثر انتشاراً خلال الفترة الأخيرة.. ما هي العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وإيران؟! وهل ما يتم هو مسرحية متفق عليها ومؤامرة مشتركة على منطقة الشرق الأوسط أم خلاف حقيقي له أبعاد عقائدية سوف ينتهي بالمواجهة الشاملة؟! .. الإجابة على هذا السؤال يحتاج إلى فهم التأويل الصهيوني لـ«نبوءات التوراة»، ويرى مراقبون أن التأويل الصهيوني لـ«نبوءات العهد القديم» هو كشف إستراتيجية ما يدور من أحداث سياسية وعسكرية .. توسيع أرض إسرائيل وإقامة دولة الرب من النهر إلى النهر هي نبوءة توراتية بإمتياز حسب الوعد الإلهي للنبي إبراهيم .. لذا الدعوة لما يسمى بـ«الديانة الإبراهيمية» تتم وفق حسابات دقيقة ومخطط لها منذ عقود...
عزيزي القارئ.. السؤال: هل الصهاينة في أرض فلسطين حالياً من شعب إسرائيل هم حقاً اليهود الأصليين الذين يطلقون على أنفسهم «شعب الله المختار» أم هم سلالة «قبائل الخزر» التي إستوطنت أوروبا، وجاءت من وسط آسيا بعد عصور الجفاف؟! أرسلوا إلى فلسطين ثم اضيف لهم يهود أفريقيا وشرق أوروبا.. سؤال قد يفتح الباب على مصراعيه حول حقيقية اليهود الموجودين حالياً في فلسطين، ومن يديرهم من يهود العالم، ويعملون لصالح من؟!، وهل يهود الداخل رأس حربة لتنفيذ المخطط الذي تقوم عليه الماسونية، وسيتم التخلص منهم بعد تحقيق كامل الأهداف لصالح اليهود الأصليين المنتشرين حول العالم ويديرون المشهد من الخارج؟!.. المؤكد أن اليهود أجناس واعراق مختلفة ويوجد بينهم خلافات جذرية وصراعات مرعبة تختفي وقت الحرب.. الأيام القادمة كاشفة.
إذن ما هي علاقة إيران بالأمر؟!.. ببساطة .. الدول الثلاثة «أمريكا وإسرائيل وإيران» .. لهم دور وظيفي في السردية الصهيونية لأحداث نهاية الزمان، حتي الوصول للحرب الكبري «هرمجدون».. إسرائيل نفسها دولة وظيفية لها دور في التمهيد لظهور المخلص العالمي اليهودي أو ما يعرف بـ«ضد المسيح» ... يتم ترتيب ذلك عبر حكم التنظيمات السرية للعالم .. ما يحدث منذ 7 أكتوبر 2023، هو ما تحدثت عنه التوراه فيما يسمي بـ«ضيقة يعقوب».. هكذا يتم التسويق الصهيوني للأحداث، ويعتقدون أنه يجب أن تكون هناك حرب بين يهود إسرائيل والايرانيين وبعض جيرانهم العرب حتى تحدث «ضيقة يعقوب» .. ويؤكد الخبراء أن «الشعب اليهودي تمت له أكبر عملية غسيل مخ في التاريخ تم فيها الخلط بين النبوءة والسياسة».. لذا يجب أن يواجه الشعب اليهودي، الصواريخ من كل إتجاه حتي يشعر أنه في «ضيقة يعقوب» وبالتالي يصدق كل تفسيرات الحاخامات حين يربط بين ما يمر به من أيام صعبة وبين «الضيقة العظيمة» .. وهي الثلاثة سنوات من الضيقة والحروب والتعب التي تحدثت عنهما التوراة حسب التفسير الصهيوني للتوراة...
«ضيقة يعقوب» تسبق ظهور «مسيح اليهود» .. وهذا سبب موافقة الشعب اليهودي على كل سياسات حكومة نتنياهو لأنها بحسب اعتقادهم...تحقيق لوعود إلهية، ولأن نتنياهو يقدم نفسه بأنه: «الممهد للمسيح وحكومته هي من ستبني الهيكل الثالث ليأتي المسيح ويحكم منه الأرض».. اليهود لا يعترفوا بسيدنا عيسى ويقولون إن المسيح المعنى لديهم لم يأت بعد .. المعضلة في هذا السيناريو العقائدي والذي يديره الساسة اليهود للسيطرة على شعبهم، أنه أثناء الضيقة العظيمة، يجب أن تسقط الصواريخ دون أن تصيب يهودياً واحداً.. حتى يقتنع الشعب اليهودي بأن «يد يهوه رب الجنود معه وتحميه من الشر»، والمفارقة أن معظم الشعب الإسرائيلي اليوم مقتنع أن الصواريخ تسقط وتنفجر لكنها لا تؤذي أحدا بعناية إلهية... فماذا لو تضررت إسرائيل بالكامل.. بالطبع سوف يكتشف اليهود كذب النبوءات..
إذن هذا هو أول دور لإيران في السردية الصهيونية لتفسير العهد القديم .. وهو أن تشارك إيران في صناعة «ضيقة يعقوب» بالصواريخ الباليستية وعبر أذرعها كحزب الله والحوثي .. بل إن إيران جزء من الحلف الذي سيضرب إسرائيل نووياً حسب تفسيرهم لـ «سفر حزقيال ٣٧» .. هل يحدث ذلك بتتابع زمني سريع أم بينهم سنوات طويلة .. هذا ما ستكشفه الأحداث.
ووفقاً لخبراء متخصصون حول مصير إيران ومصير ترسانة صواريخها الباليسية .. أكدوا أنه حسب السردية الصهيونية لتفسير العهد القديم .. إيران في العهد القديم هي بلاد فارس أو بلاد عِلام، والتفسير الأنجلوصهيوني لـ«سفر أرميا ٤٩» هو من يتنبأ بمصير إيران .. هكذا قال رب الجنود: «أحطم قوس عِلام أول قوتهم ... وأجلب علي عِلام أربعة رياح من أربعة أطراف السماء ... ولا تكون أمة إلا ويأتي إليها منفيو عِلام».. والمدهش أن إيران عسكرياً غير متفوقة سوى في الصاروخ الباليستي الذي يتحرك كالقوس من فوق الغلاف الجوي للأرض، وكأن هناك من سمح لإيران بالتفوق في صناعة الصاروخ الباليستي حتى تنطبق عليها الآية بصورة عجيبة .. والاغرب بحسب الخبراء أن التحالف الدولي ضد إيران مكون من أربعة دول: «أمريكا، بريطانيا، فرنسا، وإسرائيل» كإشارة للرياح الأربعة.. والمصير هو تدمير «قوس إيران» أي ترسانة اسلحتها الباليستية بالقصف أو بصد معظمها.. والمخطط إسقاط الدولة الإيرانية من الداخل حتي يكون لها لاجئين في كل العالم.. وهو سر الحديث مؤخراً عن تقارير مخابراتية تفيد بدعم دول كبرى لـ«رضا بهلوي الثاني» إبن شاه ايران «محمد رضا بهلوي» ليعود إلى بلاده ويصبح ملك على إيران، بعد تنفيذ خطة القضاء على حكم الثورة الإيرانية، تحت شعارات: «الرفاهية تكون دائما مع الملكية».. وأن وضع الإيرانيين كان أفضل في عهد الملكية.
نعم .. لإيران دور هام في السردية الصهيونية لنهاية الزمان.. فهل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الخميني كان يعلم بهذا الدور المستقبلي لبلاده حينما عاد من فرنسا بدعم المخابرات الفرنسية وقاد الثورة ضد الشاة تحت مسمي الثورة الإسلامية أم أنه كان يخفي قناعاته حتى الوصول إلى السلطة ثم كشف عن وجهه وأصبح أحد أبرز مناهضي الغرب عالمياً؟!.. المؤكد أن الشعب الإيراني بجناحيه الإصلاحي والثوري صادق في عقائده السياسية والدينية وفي دعمه للقضية الفلسطينية، فالقاعدة: «لا أحد يحارب إلا من أجل ما يؤمن به» .. السر يكمن داخل الرأس الأعلى في إيران.. السر في رأس المرشد.
الواقع أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو رغم أن أغلب التقارير تؤكد أنه ملحد إلا أنه يخلط السياسة بالدين ويدعي أنه الموعود ببناء الهيكل المزعوم حتى يقدم نفسه إلى حكومة اليمين المتطرف بأنه المحقق لنبوءات العهد القديم .. إذن المخطط هو ضرب إيران خاصة القواعد العسكرية للباليستي، وهو ما يؤكد أن الحرب بين إسرائيل وإيران حرب عقائدية ويثبت أن ما يحدث بين البلدين كان يمكن احتوائه بالحسابات والمصالح السياسية، كما حدث بين أمريكا وإيران في العراق حيث تقاسما لسنوات نهب ثروات البلد العربي الشقيق، لكن الحسابات العقائدية سوف تدفع في إتجاه الحرب .. إيران في مواجهة إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا، ثم يقف بجوار إيران كل من روسيا والصين في تحالف نهاية الزمان والثأر من تحالف الغرب.
ما يحدث من إشعال الحرب عبر غسيل عقول اليهود والفرس والعرب يقوم عليه مؤسسات حادة الذكاء تجعل من الأيدولوجيا والأفكار أهم وأرخص أسلحة الدمار الشامل للشعوب، بالتدمير الذاتي، ودون إطلاق صاروخ واحد، حتى يكون لكل أمة دور فيما يريد حكام العالم السري فعله، تحت شعارات دينية وصولاً إلى حرب هرمجدون.. لنكون أمام أكبر عملية غسيل مخ في التاريخ قادتها أقسام الحرب الدينية والنفسية بأجهزة المخابرات العالمية تحت قيادة حاكم العالم السري وفق أجندة ماسونية.. أنظروا جيداً لما حدث في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة وانتم تدركون ما يتم الإعداد له.
عزيزي القارئ.. قال الخبراء أن: «كل من يقاتل علي الأرض فهو صادق فيما يفعل.. كل من يقاتل عدو قادم لأرضه هو فارس نبيل ومقاوم شريف» .. واللافت أن مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة التي لها دور غير وظيفي في سردية نهاية الزمان.. وأنها درة التاج ومحور الكون.. وأثبتت حرب أكتوبر أنه لا يحارب ولن يحارب إلا الجيش المصري ثم الجميع من وراءه .. وكما قالت تقارير مخابراتية: «لا حرب بدون مصر .. ولا سلام بدون مصر».. ما تملكه مصر كثير وكثير جداً.. وسوف يظهر في الوقت المناسب .. وما شاهدناه في حلفة تخرج كليات الأكاديمية العسكرية، ثم تفتيش حرب الجيش الثاني الميداني يثبت أن مصر تملك الكثير.. دعونا نترقب ونرى.