الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: بناء الأوطان لا يقل أهمية عن بناء الإنسان

الدكتور محمد الجندي،
الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة

أطلق مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بـمجمع البحوث الإسلامية، اليوم، في مركز الأزهر للمؤتمرات، مبادرة بعنوان "بالإنسان نبدأ.. بناء الإنسان وصناعة الحضارة". 

وخلال المبادرة، قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة ونائب رئيس المركز، إن بناء الأوطان لا يقتصر على العمارة والمنشآت بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببناء الإنسان نفسه من جميع الجوانب الجسدية والروحية والفكرية والثقافية.

وأكد أن أي تقدم مادي لا يمكن تحقيقه دون إعداد الإنسان أولًا ليكون قادرًا على تحمل المسؤوليات والمساهمة في تنمية مجتمعه.

مبادرة بداية في مجمع البحوث الإسلامية 

الأمين العام لمجمع البحوث: الإسلام اهتم ببناء الإنسان قبل الدولة

وبيّن "الجندي" أن الإسلام اهتم منذ بدايته ببناء الإنسان قبل الدولة، حيث أعد النبي -صلى الله عليه وسلم- جيلًا قويًا يعتمد عليه في بناء المجتمع والدولة في المدينة. 

وشرح كيف أن القرآن ساهم في ترسيخ العقيدة والسلوك الإسلامي الصحيح، وأظهر تجارب الأمم السابقة كدرس للإنسانية، مشيرًا إلى قصة قوم لوط كمثال على العقوبة الإلهية لمن يحاول تدمير الفطرة الإنسانية.

وأشار إلى حديث النبي "إن هذا الإنسان بنيان الله، فملعون من هدم بنيانه"، مؤكدًا أن هذا الحديث يحمل في طياته دعوة إلى الحفاظ على كرامة الإنسان، وفي المقابل التحذير من تدميره، كما شدد على أن إحياء النفس الإنسانية يعادل إحياء البشرية جمعاء وفقًا لما ورد في القرآن الكريم.

وأوضح أن هذه المبادرة تأتي في إطار دعم الأزهر الشريف للمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتمثل هذه المبادرة تعاونًا بين الأزهر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولجنة الشباب ببيت العائلة المصرية، تحت شعار "بالإنسان نبدأ.. بناء الإنسان وصناعة الحضارة". 

ولفت إلى أن مجمع البحوث الإسلامية على استعداد للمشاركة في هذا البناء الثقافي والفكري من خلال مختلف الوسائل التوعوية، سواء عبر وعاظ الأزهر أو المجلات والندوات التي ينظمها المجمع.

“الجندي”: الدين هو أحد أهم مكونات بناء الإنسان

وذكر الأمين العام لمجمع البحوث، أن مصطلح "بناء" يشير إلى عملية تحتاج إلى وقت وجهد ومكونات متعددة، مشددًا على أن الدين هو أحد أهم مكونات بناء الإنسان. 

وحذر من أن الدعوات الإلحادية والتشكيكية التي ظهرت في العصر الحالي تهدف إلى تقويض الدين وبالتالي تدمير الإنسان، لأن الدين هو ما يمنح الحياة معناها ويغرس القيم التي تجعل الإنسان يسعى للحياة والعمل والتقدم.

وشدد على أهمية تعزيز منظومة القيم والأخلاق الإنسانية والإسلامية، التي يعتمد عليها الإنسان في علاقته مع الآخرين ومع الله، معربًا عن قلقه إزاء تزايد التحديات الأخلاقية التي تواجه المجتمعات اليوم، خاصة مع تصاعد الدعوات المنحرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تروج لسلوكيات غير طبيعية وتستهدف تدمير القيم الأخلاقية والعائلية.

مبادرة بداية في مجمع البحوث الإسلامية 

تعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالهوية الثقافية

وأبرز الجندي في حديثه أهمية تعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالهوية الثقافية، وخاصة لدى الإنسان المصري، مشيرًا إلى أن هذا التمسك كان أحد العوامل الرئيسية التي أسهمت في نصر أكتوبر عام 1973، 

ودعا إلى ضرورة استلهام دروس تلك الفترة في مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تستهدف زعزعة استقرار المنطقة.

واختتم الجندي كلمته بتسليط الضوء على أهداف المبادرة، التي تسعى إلى خلق أجيال تتمتع بصحة جسدية وفكرية، وتلتزم بالقيم والأخلاق، مع التركيز على الابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة. وأكد على التزام الأزهر الشريف بقيادة الدكتور أحمد الطيب بدعم هذه الجهود وبالتعاون مع جميع المؤسسات الدينية والثقافية، لتحقيق التعاون الإنساني والسلام العالمي.

يذكر أن هذه المبادرة جاءت برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر ورئيس مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء، بمشاركة الأنبا إرميا، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس المركز.

تم نسخ الرابط