الجانب المظلم لإنترنت الأشياء.. التطور الأمريكي والصيني يهددان خصوصية العالم
الجانب المظلم لإنترنت الأشياء، في الوقت الذي يبدو فيه أن التكنولوجيا تمثل قمة التقدم والرفاهية، إلا أن لها جوانب مظلمة يمكن أن تشكل تهديدًا على الخصوصية.
ويكشف هذا الاستخدام عن التحديات والمخاطر المرتبطة بتكنولوجيا إنترنت الأشياء (IoT)، والتي تشمل الأجهزة المتصلة مثل الهواتف الذكية، والأجهزة المنزلية، وأجهزة الاستشعار الصناعية، وترصد لكم الأيام المصرية التفاصيل في السطور التالية.
الجانب المظلم لإنترنت الأشياء.. استغلال التكنولوجيا في الهجمات
استغلال إسرائيل لأجهزة البيجر لاستهداف نحو 3000 عنصر من حزب الله يمثل خطوة متقدمة في عالم الاستخبارات، ولكنه يبرز أيضًا التهديدات التي يمكن أن تنجم عن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا المتصلة، وإن إنترنت الأشياء يشمل مجموعة واسعة من الأجهزة، من الهواتف الذكية إلى أجهزة استشعار صناعية، وبرامج GPS في السيارات، وحتى كاميرات المراقبة المرورية، ومع زيادة الاعتماد على هذه الأجهزة، تزداد المخاطر المرتبطة بالتلاعب بها أو استغلالها لأغراض خبيثة.
مخاطر التصنيع الصيني
توسع دور الصين في تصنيع الأجهزة المتصلة يجعل من الضروري تقييم مصادر تلك الأجهزة، وبعض المسؤولين مثل النائب الأمريكي مايك جالاجر حذروا من المخاطر المرتبطة بالاعتماد الكبير على التكنولوجيا الصينية، والأجهزة المصنوعة في الصين، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وبطاريات الليثيوم المستخدمة في السيارات الكهربائية، أصبحت محل اهتمام متزايد، ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن هذه الأجهزة قد تحتوي على ثغرات أمنية يمكن استغلالها في التجسس أو تعطيل البنية التحتية الحيوية.
السيطرة الصينية على سوق الطائرات بدون طيار
على سبيل المثال، تعتبر شركة DJI الصينية من الشركات الرائدة في سوق الطائرات بدون طيار، وهو ما دفع مجلس النواب الأمريكي إلى فرض حظر على استخدام تلك الطائرات في العديد من القطاعات الحكومية، وهذا الحظر يعكس تزايد القلق من أن الصين قد تستغل هذه الأجهزة لجمع المعلومات أو تنفيذ هجمات إلكترونية.
أبعاد تهديدات الجانب المظلم لإنترنت الأشياء
التهديدات المرتبطة بإنترنت الأشياء تتعدى التجسس البسيط إلى احتمالية تعطيل البنية التحتية الحيوية، أو التسبب في حوادث خطيرة، ومثال آخر هو التفجيرات التي استهدفت حزب الله باستخدام أجهزة البيجر، وهو ما يعزز المخاوف من إمكانية استغلال أجهزة متصلة لتعطيل الحياة اليومية أو تنفيذ هجمات دقيقة على أهداف محددة.
الحاجة إلى استراتيجية أمنية شاملة
لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، تحتاج الدول إلى تطوير استراتيجيات أمنية شاملة، ومن بين تلك الاستراتيجيات هو تقليل الاعتماد على الأجهزة المصنوعة في الصين وتعزيز التصنيع المحلي في دول مثل الولايات المتحدة أو في دول حليفة مثل كوريا الجنوبية واليابان، ورغم أهمية هذه الخطوات، إلا أنها لا تمثل الحل الكامل للتحديات الأمنية التي تواجهها.
التكنولوجيا الكمومية كحل مستقبلي
واحدة من الحلول الواعدة لمعالجة الثغرات الأمنية في إنترنت الأشياء هي التكنولوجيا الكمومية، ومن المتوقع أن توفر تقنيات التشفير الكمومي حماية متقدمة وغير قابلة للاختراق، مما سيعزز الأمان ويقلل من المخاطر التي تهدد الخصوصية والأمن القومي، وهذه التقنية قد تكون حلًا مستقبليًا لتأمين الاتصال بين الأجهزة والمستخدمين، وتحصين الشبكات من أي اختراقات محتملة.
إن التطور التكنولوجي، رغم فوائده الكبيرة، يحمل في طياته مخاطر جسيمة تهدد الخصوصية والأمن القومي، وتجربة إسرائيل في استغلال أجهزة البيجر للتجسس على حزب الله تلقي الضوء على ضرورة تطوير استراتيجيات أمنية شاملة لمواجهة هذه التحديات، بما في ذلك تعزيز التصنيع المحلي، وتقنيات التشفير الكمومي.