حكم السحر.. فقهاء: الساحر كافر ويقتل ولا تقبل توبته حتى لو أظهر إسلامه
حكم السحر.. انتشر السحر والشعوذة بشكل كبير في الفترة الحالية، وبات كل من يعيقه عائق يستعين بالدجالين والسحرة من أجل إلحاق الأذى بالآخرين.
هل السحر حقيقة أم خيال؟
قالت دار الإفتاء المصرية، إن المسلم السليم العقيدة يدرك جيدًا أن الله تعالى هو المتحكم في الكون بقدرته وحكمته، وهو وحده النافع الضار.
وأضافت الدار أنه يجب على المسلم أن يكون قوي الإيمان بالله ويستعين به في الأوقات العصيبة، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن الساحر قد يتمكن من إيصال الأذى والضرر للناس بل وقد يفرق بين الزوج وزوجه، إلا أن كل ما يفعله الساحر لا يكون إلا بإذن الله.
وبينت دار الإفتاء المصرية أن عدم إيمان المسلم بالسحر لا ينقص من إسلامه، لافتة إلى الآراء الشرعية قد اختلفت حول حكم السحر.
حكم السحر وعقوبة الساحر في الشريعة الإسلامية
اختلف فقهاء المذاهب حول الحكم الشرعي للساحر، حيث يرى الإمام أبو حنيفة أن الساحر يُقتل إذا ثبت أنه يمارس السحر، ولا تُقبل توبته حتى لو أعلن تخليه عن السحر، وإذا أقر الشخص بأنه ساحر سواء كان حرًا أو عبدًا مسلمًا أو ذميًا، فإنه يُحكم بقتله.
بينما يرى الإمام مالك أن المسلم إذا ثبت أنه مارس السحر فإنه يُقتل ولا يُستتاب، لأن المرتد لا يمكن الوثوق بتوبته بإظهار الإسلام، أما ساحر أهل الكتاب فلا يُقتل إلا إذا ألحق الضرر بالمسلمين.
أما الإمام الشافعي، فيرى أن الساحر لا يكفر بمجرد ممارسته للسحر، وإذا تسبب سحره في قتل شخص وقال إنه تعمد ذلك، يُقتل قودًا (قصاصًا)، أما إذا قال إن السحر قد يقتل وقد لا يفعل، فيُحكم عليه بدفع الدية ولا يُقتل، فيما يرى الإمام أحمد أن الساحر يكفر بسحره سواء تسبب سحره في قتل أم لا.
هل تقبل توبة الساحر؟
قال الإمام أبو بكر الجصاص إن علماء السلف اتفقوا على وجوب قتل الساحر، واعتبر بعضهم أنه كافر بسبب عمله بالسحر، مستندًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَشَى إِلَى سَاحِرٍ أَوْ كَاهِنٍ أَوْ عَرَّافٍ فَصَدَّقَهُ فِيمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ».
وقد اختلف العلماء في حكم قبول توبت الساحر، حيث توجد روايتان؛ الأولى تقول بعدم قبول التوبة، والثانية تُجيز قبولها.