المشير الجمسي.. الجنرال المخيف الذي أرعب جولدا مائير على طاولة المفاوضات
وقع عليه الاختيار ليتولى مهمة التفاوض مع اليهود في مفاوضات الكيلو 101 بعد السادس عشر من بدء حرب أكتوبر لاستكمال تحرير الأرض كاملة، وتم اختياره بعد نكسة 1967 ضمن بعض القادة لإعادة تدريب الجيش المصري، وجرى تكليفه من قبل الرئيس السادات مع عدد من قادة الجيش لوضع خطة المعركة في أكتوبر المجيد، إنه المشير محمد عبد الغني الجمسي، الجنرال الصامت المخيف.
وُلد "الجمسي" في ١٩٢١ في قرية البتانون بمحافظة المنوفية، لاب يعمل مزارع، نال حظه من التعليم النظامي قبل أن يتحول إلى المجانية، التحق بـ الكلية الحربية، وتخرج فيها عام ١٩٣٩ ضابطًا بسلاح المدرعات، وعمل ضابطًا في صحراء مصر الغربية، واستكمل حياته العسكرية ضابط بالمخابرات، ثم عُيِّن ُمدرسا بمدرسة المخابرات.
السادات يرفض استقالة المشير الجمسي
تخصص "الجمسي" في التاريخ العسكري لإسرائيل، وشارك في 5 حروب من الحرب العالمية الثانية ثم العدوان الثلاثي ثم نكسة 1967 ثم حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر المجيد.
في أعقاب النكسة، تقدم المشير الجمسي باستقالته ورفضها الرئيس جمال عبد الناصر، بل أسند إليه مسؤولية هيئة التدريب بالجيش ثم رئاسة هيئة العمليات، ورئاسة المخابرات الحربية في عام 1972، ومنذ اليوم الأول كان يخطط لساعة الحسم مع العدو الإسرائيلي.
سطر "الجمسي" اسمه واحدًا من عظماء القوات المسلحة الذين شاركوا في تحقيق نصر غالٍ وعظيم، رفعو رايات العزة والكرامة على جبين كل المصريين.
الجنرال المخيف
بعد نصر أكتوبر المجيد مباشرة، أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارًا بتعيين المشير "الجمسي" قائدًا للمفاوضات مع إسرائيل، وأطلقت عليه "جولدا مائير" لقب الجنرال "النحيف المخيف"، لأنه كان أحد أشرس القادة العسكريين الذين جلسوا مع اليهود على طاولة الحديث والمفاوضات.
يعتبر المشير "الجمسي" آخر وزير حمل لقب وزير حربية في مصر، قبل تغير اسم الوزارة بعد ذلك إلى وزارة الدفاع.
مُنح «الجمسي» منصب وزير الحربية وقائد عام للجبهات العربية الثلاث، مكافأة له على دوره وقدراته خلال حرب السادس من أكتوبر.
توفي المشير الجمسي في 2003 عن عمر يناهز 81 عاما، بعد حياة حفلت بانتصارات ضخمة، ليترك سجلًا مضيئا للقيادة العسكرية المصرية.