الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

حرب أكتوبر.. دور الأزهر في النصر وحقيقة تبشير النبي به

دور الأزهر في حرب
دور الأزهر في حرب أكتوبر 

تُعد حرب أكتوبر المجيدة هي علامة فارقة ونقطة تحول في تاريخ مصر، هذا التاريخ العظيم الذي استعاد فيه الجيش المصري كرامة الوطن وحطم أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، ولم يقتصر دور الأبطال في هذه الملحمة التاريخية والبطولية على  الجنود الذين حملوا السلاح فقط، بل كان للأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء مساهمة كبيرة في هذا النصر العظيم. 

فقد وقف الأزهر جنبًا إلى جنب مع الجنود، مساندًا لهم بروح الإيمان والعقيدة، وباعثًا فيهم الأمل والقوة من خلال الدعوة إلى الجهاد وتحفيزهم نفسيًا وروحيًا خاصة بعد هزيمة 1967.

دور الأزهر في حرب أكتوبر 

دور الأزهر في حرب أكتوبر 

يعتبر  الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عبد الحليم محمود، من أبرز الشخصيات التي ساهمت بشكل كبير في حرب أكتوبر المجيدة، حيث استعانت بهم القوات المسلحة لتشجيع وحفيز الجنود ودعوتهم للجهاد في سبيل الله، وكانت للخطب التي ألقوها طابع ملهم، تدعو الجنود إلى التوكل على الله والقتال بإيمان قوي بأن النصر يأتي من عند الله، وأنه إن سقطوا شهداء فسيكون لهم الأجر العظيم، وإن نجوا فسيحظون بالكرامة.

ومن ناحية أخرى، انتشر الدعاة بين صفوف الجنود، يخبرونهم أن النصر لا يتحقق بقوة السلاح فقط وإنما يتحقق أيضًا بقوة الإيمان واليقين بالله، وكان لهذه الرسائل عظيم الأثر في تعزيز الروح المعنوية للجنود الذين كانوا يهتفون "الله أكبر" في ساحة المعركة، ما منحهم دافعًا قويًا للثبات في مواجهة العدو.

علماء الأزهر يقاتلون جنبًا إلى جنب مع الجنود

وبالعودة إلى التاريخ، نجد أن دور الأزهر في حرب أكتوبر لم يكن محصورًا في الخطابة فقط، بل شمل حضور الجميع من أول شيخ الأزهر وقيادته مرورًا بعلمائه في مواقع القتال جنبًا إلى جنب مع الجنود، يدعمونهم معنويًا ويؤكدون لهم أن حب الوطن والدفاع عنه جزء من العقيدة الإسلامية، وأن الشهادة في سبيل الدفاع عن الدين والوطن هي من أعظم الأعمال عند الله.

كما شارك بعض علماء الأزهر في المعركة ذاتها حيث تقدموا لحمل السلاح والقتال إلى جانب الجنود، في لفتة رمزية تظهر للعالم كله أن الشعب المصري بجميع مؤسساته يد واحدة تمثل قبضة موت لكل من يحاول الاعتداء أو المساس بأراضيه. 

دور الأزهر في حرب أكتوبر 

دور علماء الأزهر في ساحة القتال

إن دور علماء الأزهر لم يقتصر على دعم الجنود من خلال الكلمات فقط، بل شاركوا ميدانيًا في ساحة القتال، وكان لديهم تصاريح خاصة تخولهم الدخول إلى الخطوط الأمامية، حيث تواجدوا في الخنادق إلى جانب الجنود مما رفع من معنوياتهم وأكد لهم أن الوطن كله يقف خلفهم.

ومن بين العلماء الذين شاركوا في هذا الجهد الوطني، الشيخ حسن مأمون، والشيخ محمد الفحام، والشيخ الشعراوي، الذين سجلوا صفحات ناصعة في التأهيل النفسي والديني للجنود، وكان لهذا الدور تأثير كبير في تحقيق النصر.

وتجلى كذلك دور الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر في تلك الفترة، الذي ساهم في رفع الروح المعنوية للجيش من خلال خطب ملهمة، وروى الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن الشيخ عبد الحليم محمود، رأى رؤيا للنبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الحرب يعبر فيها قناة السويس برفقة علماء المسلمين والجنود. 

وأوضح "هاشم" أن هذه الرؤية بثت الأمل والطمأنينة في نفوس القيادة المصرية، حيث نقل الشيخ الرؤيا للرئيس السادات، مما دفعه لاتخاذ قرار الحرب وهو واثق بالنصر.

وذكر "هاشم" أن الشيخ عبد الحليم محمود لم يكتفي بذلك، بل ألقى خطبًا جماهيرية تدعو إلى القتال في سبيل الله ضد العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن من يموت في هذه الحرب يكون شهيدًا. 

وفي ذلك الوقت، أفتى بعض العلماء بجواز إفطار الجنود في رمضان نظرًا لاحتياجات الحرب وظروفها القاسية، إلا أن العديد منهم أصروا على الصيام معبرين عن رغبتهم في الإفطار في الجنة.

دور الأزهر في حرب أكتوبر 

منع تصدير البترول

كان الشيخ حسن مأمون، شيخ الأزهر الراحل، هو أول من اقترح منع تصدير البترول للعدو الصهيوني قبل حرب أكتوبر بست سنوات، مؤكدًا على أهمية استخدام الموارد الاقتصادية كأداة من أدوات الحرب، الأمر الذي يعكس مدى رؤيته الثاقبة وحرصه على استخدام كل الوسائل الممكنة لدعم مصر في صراعها ضد العدو.

يعتبر نصر أكتوبر أكبر ملحمة عسكرية سجلها التاريخ، حيث تمكن الجيش المصري من كسر الأسطورة الصهيونية التي ادعت أن جيشهم لا يُقهر، وتمكنوا من اقتحام خط بارليف وهو إنجازًا عسكريًا تاريخيًا أعاد لمصر هيبتها وأثبت للعالم قوة وصلابة الجيش المصري.

تم نسخ الرابط