الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ليلة سقوط ألخماهو، ألخماهو وجه الشر المطلق بالمسلسل الإيراني المشهور والمعروف لدى الجميع بـ “مسلسل يوسف الصديق”، والذي تم تجسيد حياة النبي يوسف ابن نبي الله يعقوب عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام من خلال حلقاته، على حد زعم صناعه الذين تفننوا في تشويه التاريخ المصري وتزييف الحقائق حتى في مسمى ألخماهو فهو لا يمت للواقع بأي صلة بل أن التاريخ المصري لم يعرف قط من هو هذا الألخماهو؟.

هذا الألخماهو الذي جسد الشر المطلق وكان لا يعرف طريقًا للخير أو صوتًا للحقيقة وإنما برع في الكذب وأقنع غيره بهذا الكذب حتى صار حقيقة لديهم لا تقبل الشك، وهذا ما عرفناه من خلال متابعة الحلقات وخصوصًا لحظات سقوط ألخماهو في ليلة تبيان حقيقة زيف الإلة آمون المزعوم، بالعمل الدرامي الشهير الذي أثيرت حوله الشكوك وعلامات الاستفهام كغيره من الأعمال الإيرانية.

فاصل من اللحظات التعيسة

وكعادتي دائمًا.. أتأمل في الأمور من حولي وأقرأ المواقف والتفاصيل التي تقبع وتعلق في دهاليز الأحداث اليومية التي أعيشها وأتعايش معها جنبًا إلى جنب مع بني جنسي وأبناء جلدتي الذين قد أضطر أحيانًا لتقبل شخصياتهم المعقدة، وأتحمل أمزجتهم المتقلبة وخصوصًا تلك المتعلقة بالشأن الخارجي، وتحديدًا إذا كان المتحاور معه صحفيًا مثلي ذا أفق ضيق أو قليل الخبرة والاطلاع وغير قارئ للأحداث والتاريخ.

أصدقكم القول أن تلك اللحظات التي تمر علي خلال مناقشتي معه، هي مجرد “فاصل من اللحظات التعيسة” التي أدرك فيها أنني أضيع عمري في محاورة السراب ومجادلة الباطل، لكن أضطر آسفًا إلى استكمال النقاش خشية أن ينتشر المرض الذي يحمله بين المستمعين لحوارنا وسجالنا المصغر.

“ليلة سقوط ألخماهو” ثمرة وليدة لـ تلك اللحظات التعيسة

وخلال أحد نقاشاتي مع أحد الزملاء الصحفيين حول مصير العجوز الخرف المعروف بالنتن ياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية الشريفة، كنت أتبنى رواية أن هذا الخرف قد انتهوا من صناعة النعش الذي سوف يدفن فيه بعد وقف إطلاق النار على القطاع المحاصر، لكنها مسألة وقت لا أكثر حتى تتحقق هذه البُشرى.

ورَبَطتُ بين شخصية النتن ياهو وألخماهو كاهن معبد آمون ، كلاهما وجهان لعملة واحدة في نظري، فكلامهما مصدرًا وتجسيدًا للشر المطلق وكلاهما مزيف وغير حقيقي، فالنتن ياهو ليس شخصية حقيقية وإنما هو محتل ظالم غاصب، وألخماهو ما هو إلا خيال مخرج أراد تشويه التاريخ المصري العريق. 

في تلك المرة خرجت أنا وصديقي من نقاشنا بوجهة نظر متقاربة، تخرج من سراج ويقين واحد، هو يقين الشعب الصامد كله، الذي يوقن بأن المحتل إلى زوال مهما قوت شوكته ومهما علا صوته ومكانته، فألخماهو بعد أن كان عزيز قومه ومصدق فيهم، في النهاية تخلى عنه الجميع وعاش طوال عمره في السجن حتى أصابه الجنون، وكذلك النتن ياهو تلك ستكون نهايته مهما طال الزمان ودار، لذا أبشر عزيزي القارئ وكن على يقين أنه كما سقط ألخماهو سيسقط النتن ياهو ولا عزاء للعملاء والمتآمرين وأصحاب الهمم الضعيفة والقلوب المتقلبة التي يملأها الشك والريبة.

تم نسخ الرابط