اقتصادي : الدعم العيني كانت تستحوذ عليه فئة كبيرة غير مستحقة (خاص)
قال الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، إن خطى الحكومة المصرية نحو التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، كان لا بد منها منذ زمن، مؤكدًا أنها خطوة إيجابية ومهمة جدًا، تصب في مصلحة المواطن المصري أولًا.
استحالة تحديد مدى استحقاق المواطن للدعم في الماضي
وأضاف شعيب، في تصريح خاص لـ الأيام المصرية، أن الدعم العيني، كانت تنتهجه الحكومة في الماضي، قبل صدور بطاقة الرقم القومي، حيث كان يتم التعامل مع المواطنين من خلال بطاقة ورقية، بالتالي كان القدرة على إحصاء وتحميل البيانات الخاصة بكل شخص، تكاد تكون مستحيلة.
وتابع: “الدولة مكنتش بتعرف تفرق إذا كان الشخص ده عنده فيلا أو عربية أو شقة أو من محدودي الدخل، بالتالي كان مستحيل تقدر تحدد إذا كان هذا الشخص يستحق الدعم العيني أم لا”، بسبب انعدام التكنولوجيا، والتحول الرقمي الذي أصبح في الوقت الحالي يخترق كافة المجالات في الدولة.
وأوضح، أنه مع التحول الرقمي الذي نشهده الآن، نجد أن الدعم النقدي أفضل بكثير من العيني حيث يعمل على معالجة عيوب ومشكلات الدعم العيني، الذي كان يصل لفئة كبيرة غير مستحقة له، وبالتالي تعرض الفئة الأكثر أحقية للظلم.
الدعم العيني يعني وجود أكثر من سعر للسلعة
وحدد الخيبر الاقتصادي مشاكل الدعم العيني، قائلا “الدعم العيني يعني وجود أكثر من سعر للسلعة”، إذ أن الدولة تدعم السلع التموينية، والتي وصل حجم الدعم لهذه السلع نحو 144 مليار جنيه وفقًا لآخر موازنة عامة للدولة قامت بها وزارة المالية، وهذا يعتبر رقم كبير، مقارنة بـ 128 مليار جنيه، مما يعكس أن هناك معدل نمو كبير في دعم السلع التموينية للمواطنين من قبل الحكومة.
تعدد الأسعار يقدم الفرصة على طبق من ذهب للفاسدين
وقال الخبير الاقتصادي نصًا: "ليه أنا كدولة أروح أبيع السلع دي بالمجمعات الاستهلاكية بسعر مخفض، والمواطن يروح يشتريه بسعر أعلى في السوبر ماركت، وجود سعرين ده بيقدم الفرصة على طبق من الذهب للفاسدين، لاستغلال المستهلكين، من خلال الإقبال على شراء هذه السلع المدعمة من الدولة، وبيعها بأسعار أعلى في المحلات التجارية، وبالتالي حدوث فروقات سعرية في السلع، والتربح الغير مشروع.
خبي :ناس معندهاش ضمير بتستغل المواقف لصالحها على حساب المواطن
واستفسرت الأيام المصرية عن سبب ترك الدولة هؤلاء المستغلين والمتربحين بطرق غير مشروعة على حساب المواطن الفقير، علق الخبير الاقتصادي قائلًا " الدولة عمرها ما بتسمح بحدوث ده، ولكن في ناس معندهاش ضمير ونفوسها ضعيفة، بتستغل المواقف لصالحها وتقبل الرشوة، على حساب المواطن الغلبان، وده وارد في أي مجتمع".
خبير اقتصادي : رغيف الخبز الدولة تتحمل تكلفته واللصوص يسرقونه
واستشهد الخبير الاقتصادي، برغيف الخبز، الذي تقوم الدولة بتقديم دعم عليه بشكل كبير للمواطن، إذ أنه يصل سعر تكلفته الحقيقي لـ 125 قرش، وتقوم الدولة ببيعه للمواطن بـ 20 قرش فقط، معقبًا “ممكن جدًا يبقا في ناس تسرقه كدقيق أو كخبز، فالدعم لا يصل إلى مستحقيه، والدولة تتحمل أعباء إضافية”.
الدعم النقدي يقضي على فساد منظومة الدعم العيني
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الدعم النقدي، سوف يقضي، على كل هذا الفساد الموجود في منظومة الدعم العيني، والتصدي لسارقي الدعم ومستغليه، بغرض التربح الغير مشروع، بالتالي ضمان الدولة حصول الفئات المستحقة للدعم على حقها من الدعم كاملًا.
مرونة اختيار السلع ضمن منظومة الدعم النقدي
وأوضح، أنه بالإضافة إلى تصدي منظومة الدعم النقدي لفساد الدعم العيني، إلا أنها تتميز بالمرونة، حيث يمكن للمواطن من خلال الدعم النقدي، شراء أي سلعة بعينها، على حسب احتياجاته، ومن أي مكان يريده، على عكس الدعم العيني الذي كان يلزم المواطن بالحصول على بعض السلع المنحصرة في السلع الاستهلاكية كالزيت والسكر والأرز وغيره.
وتابع، "المواطن ممكن يبقا في وقت من الأوقات ميكنش محتاج للزيت أو السكر أو غيره من السلع الاستهلاكية، ولكن محتاج يجيب زي مدرسي لابنه، على سيبل المثال، فهنا دور الدعم النقدي اللي بيوفر النقطة دي وهو إمكانية اختيار السلع اللي هيشتريها حسب احتياجاته".
الدعم النقدي يساهم في التنافسية والحيادية
وأشار أن جزء كبير جدًا من الدعم العيني، يقوم على السلاسل والمجمعات الاستهلاكية المملوكة للدولة، مما يولد الانحيازية، على عكس الدعم النقدي، الذي يمكن المواطن من الشراء من مجمعات الحكومة أو سلاسل القطاع الخاص حسب راحته، مما يضمن الحيادية والتنافسية، ورواج السوق، وحصول المواطن على السلعة التي يريدها.
الدعم النقدي يوفر تكلفة النقل على الدولة
وأضاف بلال شعيب، أن منظومة الدعم النقدي، سوف تعمل على توفير تكلفة النقل على الدولة، حيث إن السلع التموينية التي يتم توزيعها على منافذ وزارة التموين، كانت تتحمل الدولة تكلفة نقلها، بالإضافة أن الدعم النقدي يساهم في تشجيع المواطنين على التحول الرقمي والتعامل البنكي بدلًا من التعاملات التقليدية، ورفع الناحية التكنولوجية عند كافة المواطنين.
أكثر من 30% من الناس العاملة في منظومة الدعم العيني غير مستحقة
وأشار"منظومة الدعم النقدي سوف تعطي للدولة فرصة أكبر أنها تزود الدعم للفئات المستحقة، إذ أنه سيحد من الهدر والسرقة ووصول الدعم لغير المستحقين"، مؤكدًا أن هناك أكثر من 30% من الناس العاملة في منظومة الدعم العيني، تحصل على الدعم بدون وجه حق.