الجمعة 01 نوفمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

قصة نبي الله داود عليه السلام.. «سبح معه الطير والجبال»

قصة نبي الله داود
قصة نبي الله داود

 قصة نبي الله داود عليه السلام، وردت في القرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء، وقد جاء ذكرهم للعبرة والاقتداء بحياتهم، لما تحتويه قصصهم من حكم وتعاليم تفيدنا في حياتنا اليومية وتزيد إيماننا، وبعض هذه القصص وردت في سور كاملة تحمل أسماء الأنبياء مثل سور" يوسف، إبراهيم، يونس، هود، نوح"، كما ورد ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في السور الأخرى، تابع مع الأيام المصرية.

في هذه السور نجد قصصًا عظيمة تحمل بين طياتها دروسًا للتأمل والتدبر، ومن بين هؤلاء الأنبياء نبي الله داود عليه السلام، الذي وهبه الله قدرات خاصة، منها تسبيح الطير والجبال معه، وتسخير الحديد ليصنع منه ما يشاء.

من هو نبي الله داود؟

نبي الله داود عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد جاء ذكره في عدة مواضع في القرآن الكريم، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "ووهبنا لداوود سليمان" (ص: 13)، مشيرًا إلى النعمة التي منحها الله لداود بولادة سليمان عليه السلام.

كان نبي الله داود عليه السلام نبيًا وقائدًا عظيمًا لبني إسرائيل، وقد منحه الله القوة والحكمة، ويقول الله تعالى: "واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب" (ص: 17) ن تعني كلمة "أواب" أنه كثير الرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار، وقد كان معروفًا بكثرة العبادة والتضرع إلى الله.

نبي الله داود

معجزة تسبيح الطير والجبال

من أعظم المعجزات التي وهبها الله لداود عليه السلام هي تسبيح الطير والجبال معه، وورد في سورة سبأ قول الله تعالى: "يا جبال أوبي معه والطير" (سبأ: 10)، في إشارة إلى أن الطير والجبال كانت تسبح بحمد الله مع داود عليه السلام، عندما كان يتلو الزبور ويسبح الله بصوت جميل.

هذه المعجزة تدل على مكانة داود عليه السلام العظيمة عند الله، وكيف كانت الكائنات من حوله تستجيب لتسبيحه وتمجد الله معه، وكانت هذه الآية العظيمة تأكيدًا على قرب داود من ربه، وإشارة إلى أن الله سخر له حتى الجمادات لتشاركه في عبادة الله.

الصوت الجميل في التسبيح والترتيل

إحدى الصفات التي تميز بها نبي الله داود عليه السلام هي صوته الجميل في التسبيح وقراءة الزبور، فقد كان صوته حسنًا بدرجة لفتت انتباه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال عن الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "لقد أُوتيت مزمارًا من مزامير آل داود"، وهو تعبير عن جمال صوت أبي موسى في تلاوة القرآن، مشابهًا لصوت داود عليه السلام في ترتيله للزبور، ويُعد داود عليه السلام رمزًا للصوت الحسن والروحانية العالية التي تجسدت في عبادته وتسبيحه.

تسخير الحديد لداود

لم يقتصر فضل الله على داود عليه السلام على الصوت الجميل والتسبيح فقط، بل منحه الله القدرة على تسخير الحديد، حيث جاء في القرآن الكريم: "وألنا له الحديد" (سبأ: 10)، أي أن الله جعل الحديد لينا في يدي داود، يستطيع أن يصنع منه الأدوات والأسلحة دون الحاجة إلى نار لتشكيله، وكان داود عليه السلام يصنع الدروع والأدوات الحربية التي كانت لها دور كبير في حماية قومه، وتسخير الحديد كان من أعظم المعجزات التي وهبها الله لداود، وهي تعبير عن القوة الجسدية والمعنوية التي منحها الله له، بالإضافة إلى الحكمة والإدارة التي تجسدت في حكمه لبني إسرائيل.

حياة داود بين العبادة والعمل

إلى جانب قدراته الفائقة، كان داود عليه السلام معروفًا بكثرة العبادة، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن داود كان يقسم أيامه بين العبادة والعمل، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان يقوم الليل نصفه أو ثلثه، وهذه العبادة المستمرة تدل على تقوى داود وقربه من الله، وعلى التوازن الذي كان يعيشه بين حياته الروحية والعملية.

قصة نبي الله داود عليه السلام تحمل العديد من الدروس والعبر التي يجب أن نستفيد منها في حياتنا اليومية، ومن خلال قصته، نتعلم أهمية العبادة والتسبيح والصبر على الطاعة، وندرك أن الله سبحانه وتعالى قادر على تسخير الكون لعباده المخلصين.

تم نسخ الرابط