في ذكرى المولد النبوي الشريف.. مواقف تظهر محبة النبي لزوجاته
يشهد شهر ربيع الأول المبارك، مولد خير الأنام، حيث ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين 12 من ربيع الأول، وفي هذا الإطار يحرص موقع الأيام المصرية على نشر بعض المواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وأهل بيته.
حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
لم يكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قاسي القلب أو تخلو حياته من الإبتسامة، بل كان يعيش حياة طبيعية مليئة بالمواقف المختلفة مع زوجاته وأهل بيته، ولم يكن مثل ما يُظهر البعض ممن يفهمون السنة بشكل خاطئ، بأنه كان متشدد، لا يبتسم، فكيف يكون نبي الأمه لا يبتسم وهو الذي أخبرنا بأن التبسم في ديننا الحنيف في وجه الغير صدقة.
مظاهر حب النبي للسيدة خديجة
من مظاهر حب النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة رضي الله عنها، أنه كان مخلصًا لها حتى بعد وفاتها، فكان يتذكرها دائمًا، ويوزع الهدايا على أحبتها، وهذا كان يثير غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها، حتى أنها قالت: "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها؛ ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة".
مظاهر حب النبي للسيدة عائشة
لم يخجل النبي من إظهار محبته للسيدة عائشة، فكانت هي أقرب نسائه لقلبه، حتى أنه كان يدعي ألا يؤاخذه الله بما لا يملك وهو قلبه: "اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلومني فيما تملك ولا أملك"، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسابقها، ويغازلها بألقاب مثل "يا عائش"، وأخبرها أن حبه لها "كعقدة في حب"، فكانت بين الحين والآخر تسأله "كيف حال العقدة"، فيجيبها: "كما هي"، وكان وقت غضبها يضع يده على كتفها ويقول: "اللهم أغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها".
كما أنه كان أثناء سفره يصطحب إحدى زوجاته معه، فكان يتسابق مع السيدة عائشة ففازت عليه، ثم سابقها مرة آخرى ففاز عليها فقال مبتسمًا: "هذه بتلك السبقة"، وكان يشرب من نفس الموضع الذي تشرب منه عائشة، حيث قالت عائشة: "كنتُ أشربُ منَ القدَحِ وأنا حائضٌ، فأناولُهُ النبى فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ".
النبي يظهر محبته لزوجاته حتى في أوقات الحروب
فلم يتوقف النبي صلى الله عليه وسلم عن ممازحة زوجاته حتى في أصعب المواقف والظروف، فحتى في أوقات الحروب كان يظهر محبته، ففي طريقة من المدينة لخيبر، وضع ركبته لتصعد صفية على البعير، وفي موقف آخر تأخر بعير صفية في المسير، فبكت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ومسح دموعها بيده وقام بتهدئتها، وفي موقف مع السيدة عائشة حيث دعاها النبي لتشاهد رقص الحبشة بالحراب في المسجد، ووضعت رأسها على كتفه، وظلت تراقب حتى سألها: "أما شبعتِ؟" فقالت: "لا"، لتعلم مدى حب النبي لها.
كما كان يتفهم غيرة زوجاته، ويراعي مشاعرهن، ففي إحدى المرات، عندما غضبت عائشة وكسرَت صحفة أرسلتها أم سلمة، ضحك النبي وقال: "غارت أمكم"، وأعاد توزيع الصحف بينهن بحب وتفاهم.
لم يخجل النبي يومًا من المزاح مع زوجاته، وكان يتركهن يمزحن معه، ففي إحدى الروايات، قامت السيدة عائشة بإطعام السيدة سودة، ولما رفضت، قامت عائشة بتلطيخ وجهها بالطعام، فما كان من النبي إلا أن يرفع قدمه من حجر سودة لترد عليها بالمثل، وابتسم النبي ضاحكًا.
النبي يمازج زوجاته
وفي لحظة عفوية، جاء الريح ورفع الستار في مخدع السيدة عائشة ليكشف عن دمى كانت تلعب بها، فسألها النبي مازحًا عن فرس له جناحان ضمن هذه الدمى، فابتسمت السيدة عائشة وقالت له إن لسليمان عليه السلام خيل بأجنحة، فضحك النبي حتى ظهرت نواجذه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائم التجمل لزوجاته والتطيب لهم، وكان يبدأ دخوله المنزل بالسواك، وكانت السيدة عائشة تذكر كم كان يتزين ويعتني بمظهره حتى أن المسك كان يبدو واضحًا في شعره.
تقدير النبي لمشاعر زوجاته واستشارته لهم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف كيف تكون زوجاته في حالات رضاها وغضبها، وكان يقدر مشاعرهم، فعندما كانت السيدة عائشة رضي الله عنها غاضبة، كانت تقول: "لا ورب إبراهيم"، بينما إذا كانت راضية، تقول: "لا ورب محمد".
كما كان صلى الله عليه وسلم يستشير زوجاته في القرارات الهامة، مثل استشارته لأم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، حيث قدمت رأيًا صائبًا ساعد في حل الأزمة، وكان يساعد زوجاته في الأعمال المنزلية، مثل خياطة ثيابه وحلب شاته، كما كان يسمح لهم بالمشاركة في الاحتفالات والفرح، كما في عيد الفطر عندما دُفعت فتاتان بالدف أمام السيدة عائشة، وغضب أبو بكر رضي الله عنه من ذلك، فقال لهم النبي أتركهم فإنها أيام عيد.
ومن خلال هذه المواقف التي تظهر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته، يمكن أن نتعلم كيف تكون المعاملة الصحيحة بين الأزواج، لتمتلئ الحياة الزوجية بالمودة والرحمة، ويجب الحرص على التعلم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن نقيم حياة زوجية سليمة مليئة بالحب والتفاهم، بعيدة عن الخلافات والأزمات.