تبدل الحال من فرح لـ حزن .. قصف إسرائيلي يقتل عائلة ضمنها «عروس لبنان»
قبل أسابيع من حفل زفافها المرتقب، كانت المهندسة اللبنانية مايا غريب التي تبلغ من العمر 23 عاماً في قمة سعادتها، حيث كان أقاربها يرتبون لاستلام فستانها الجميل، لكن تلك السعادة تحولت إلى مأساة عندما استهدفت ضربة جوية إسرائيلية منزل عائلتها في إحدى ضواحي مدينة صور الجنوبية.
وفي صباح يوم الاثنين الماضي، ووفقاً لما ذكره رضا غريب، شقيق مايا، كانت العائلة في منزلهم عندما سقطت القذائف، وأسفر الهجوم عن مقتل مايا وشقيقتيها ووالديهم، مما جعل رضا الناجي الوحيد من تلك الكارثة، وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فإن الهجمات في ذلك اليوم، أسفرت عن مقتل أكثر من 550 شخصاً، بينهم العديد من الأطفال والنساء، ليصبح أحد أكثر الأيام دموية في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية.
مأساة عائلة غريب قبل حفل زفاف مايا
وصلت رسالة مأساوية إلى أحد متاجر الفساتين من أحد الأقارب، كتب فيها: «العروس استشهدت»، هذا التعليق يعكس الصدمة التي اجتاحت العائلة والمجتمع.
وفي اليوم التالي، دفن أفراد العائلة في مراسم تشييع سريعة، حضرها عدد قليل من الأشخاص بسبب خطر الغارات الجوية، رضا الذي يعيش حالياً في السنغال، لم يتمكن من السفر لحضور جنازتهم بعد أن تم إلغاء معظم الرحلات الجوية بسبب التصعيد المستمر.
العائلة كانت معروفة بكونها وطنية، حيث كان والد رضا من قدامى المحاربين في الجيش اللبناني، ولم يكن أي من أفراد العائلة ينتمي إلى حزب الله، ومع ذلك، أعرب رضا بعد فقدانه لعائلته عن دعمه لمواصلة المقاومة ضد العدوان، متمنياً أن يستمر حزب الله في قتال الاحتلال الإسرائيلي حتى تحقيق النصر.
هذه المأساة تسلط الضوء على تأثير النزاع المستمر على حياة المدنيين جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان وضواحيها، وكيف تتحول لحظات الفرح إلى حزن عميق في لحظة.
مأساة عائلة سقسوق في الحناوية
في بلدة الحناوية بجنوب لبنان، وقعت مأساة مؤلمة عندما أدى قصف إسرائيلي إلى مقتل 8 أفراد من أسرة واحدة، إضافة إلى عاملة منزلية من جامبيا. هذه الضربة الجوية، التي استهدفت مبنى بجوار منزل العائلة، أسفرت عن انهيار المبنى المستهدف على مسكنهم.
محمد سقسوق، الذي فقد شقيقه حسن في الهجوم، روى تفاصيل الحادث لـرويترز، مشيراً إلى أن العائلة ليس لها أي صلة بـ«حزب الله» وأن الهجمات كانت عشوائية وغير مبررة. وأعرب عن استغرابه من جر لبنان إلى صراع يعتبره حزب الله دعماً للقضية الفلسطينية، مضيفاً: الآن نحن تشرّدنا... نعيش في الشوارع. كنا نعيش حياة طبيعية، مَن سيعيد لنا منازلنا ؟.
ومن بين الضحايا، كان حسن سقسوق وابناه محمد ومنى، بالإضافة إلى زوجة محمد، فاطمة، وابنتهما ريما البالغة من العمر 9 أشهر. كما فقدت منى ثلاثة من أطفالها، وجميعهم كانوا دون التاسعة من العمر. وضمن الضحايا أيضاً، آنا، العاملة المنزلية من جامبيا، التي كانت في أوائل الثلاثينات من عمرها.
علي عباس، رئيس بلدية سكسكية، أوضح أن القصف أسفر عن مقتل 11 مدنياً يوم الاثنين الماضي، بينهم 6 نساء وطفلان، مؤكداً أن الهجمات استهدفت منازل مدنية لا علاقة لها بأي منشآت عسكرية. وتساءل عباس عن أسباب استهداف مثل هذه الأهداف، قائلاً إن هذه منازل مدنية، ولا علاقة لها بأي نوع من المنشآت العسكرية.
هذه المأساة تكشف عن المعاناة الإنسانية الكبيرة التي تعيشها الأسر اللبنانية في ظل النزاع المستمر في لبنان، حيث تتعرض حياة الأبرياء للخطر دون أي ذنب على يد الاحتلال الإسرائيلي.