في ذكرى المولد النبوي الشريف.. مواقف تظهر صبر النبي على أشد البلاء
يشهد شهر ربيع الأول المبارك، مولد المصطفى، مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين 12 من ربيع الأول، وفي هذا الإطار يحرص موقع الأيام المصرية على نشر بعض المواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، خاصةً ثباته وتحمله وصبره على البلاء.
صبر النبي صلى الله عليه وسلم على البلاء
ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أبرز الأمثال في الصبر والثبات والتحمل، حيث واجه النبي صلى الله عليه وسلم خلال مسيرته في الدعوة الإسلامية، وقبلها مختلف أشكال الإيذاء والإبتلاءات، ورغم ذلك كان صلى الله عليه وسلم يقابل هذه المواقف بالحُلم والعفو.
صبر النبي عند فقد أبويه
ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتيمًا، فقد توفى والده قبل ولادته، ثم فقد أمه وهو في السادسة من عمره، ورباه جده عبد المطلب إلى أن توفى وعمر النبي ثماني سنوات، وتولى تربيته بعد ذلك عمه أبو طالب، وصبر النبي على فقدان والديه وهو صغير، وبعد أن بلغ أثني عشر عامًا خرج النبي صلى الله عليه وسلم للتجارة مع عمه أبو طالب.
وقال ناصر الزهراني في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
ولَّى أبــوك عن الدنيا ولم تره وأنت مرتهن لا زِلْتَ في الرحِمِ
وماتت الأم لمّا أنْ أنِسْتَ بها ولم تكن حين ولَّت (ماتت) بالغ الحُلم
ومات جدك من بعد الولوع به فكنتَ من بعدهم في ذروة اليتم
فجاء عمك حِصْناً تستكن به فاختاره الموت والأعداء في الأجم
صبر النبي صلى الله عليه وسلم على إيذاء قريش
من أشد أنواع الإيذاء التي تعرض لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو إيذاء قريش له، فتعرض النبي وأصحابه لجميع أنواع الإيذاء والتعذيب من أهل قريش، وكان أشدهم بطشة وظلمًا أبو جهل الذي كان يعذب الضعفاء من المسلمين، وكان لا يترك فرصة إلا ويكذب فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
معاملة أهل الطائف لرسول الله
وحينما أشتد العذاب على المسلمين في مكة توجه النبي إلى الطائف بحثًا عن دعم للدعوة الإسلامية، فاستقبله أهل الطائف بالرفض والاستهزاء، بل وأرسلوا صبيانهم وسفهاءهم لرميه بالحجارة، حتى أصابوا قدماه صلى الله عليه وسلم.
أذى المنافقين واليهود
ولم يتوقف الأمر عند مكة والطائف، بل ظل الإيذاء حتى بعد هجرة النبي والمسلمين للمدينة، حيث عانى النبي من مكائد المنافقين وأذى اليهود الذين خانوا العهد وحرضوا على الحرب ضد المسلمين.
وصبر النبي صلى الله عليه وسلم عند تدبير المكائد له، فحينما تم الطعن في عرضه الشريف، وتعرضت السيدة عائشة لحادثة الإفك من قبل المنافقين، صبر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن أنزل الله براءة السيدة عائشة.
صبر النبي عند موت أهل بيته
واجه النبي صلى الله عليه وسلم أشد أنواع البلاء، حينما مات جميع أبنائه في حياته باستثناء فاطمة رضي الله عنها، كما فقد زوجته خديجة رضي الله عنها، وعمّه حمزة رضي الله عنه، وعمه أبو طالب، حتى أنه سمي العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة بعام الحزن، لشدة حزن النبي صلى الله عليه وسلم على فراقهم، ومع كل هذا الحزن، كان يصبر ويحتسب، مستشهدًا بقوله: "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا"، وردد النبي عبارته عند وفاة ابنه إبراهيم، حيث قال: "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون".
صبره على الفقر والجوع
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش حياة بسيطة، وكانت تمر الشهور ولا يوقد في بيته نارًا لطهي الطعام، وكانت أغلب طعامه التمر والماء، ورغم هذا، لم يشكُ أو يظهر تذمرًا، وصبر على هذا الأمر.
صبره في مرضه
وقبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تعرض لمرض شديد، حيث اشتدت عليه الحمى حتى قال: "إني أُوعك كما يوعك رجلان منكم"، ومع هذا الألم الشديد، صبر واحتسب حتى آخر لحظاته في الدنيا.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا يحتذى به في الصبر وتحمل الإيذاء والصعاب، ورغم ذلك لم يظهر يومًا تذمرًا أو إعتراضًا على أمر وقضاء الله، وهذا حال النبي في تحمل الصعاب، فكيف حالنا اليوم ونحن نعترض على قضاء الله ونظهر الغضب والحزن كلما مر أحدًا منا بإبتلاء، حتى ولو كان هذا البلاء يسير ويمكن تحمله، لذا يجب الإقتداء بالرسول في تحمل الصعاب لندخل ضمن الذين بشرهم الله تعالى بثواب عظيم على الصبر حيث قال تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".