سلامة الفلسطينيين في خطر.. عبد العاطي يطالب بتدخل دولي عاجل لفك الحصار

قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور، واصفًا ما يحدث بأنه كارثة مكتملة الأركان، في ظل استمرار الحصار الشامل، ومنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الأدوية، والوقود، ومستلزمات تشغيل المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي.
عبد العاطي: 45 يومًا دون مساعدات.. ومجاعة وشيكة تهدد سكان غزة
وأضاف الدكتور عبد العاطي في مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أنه منذ أكثر من 45 يومًا، لم يسمح بدخول أي نوع من الإمدادات الحيوية إلى غزة، مما فاقم الوضع الإنساني، مؤكدًا أن الاحتلال يستخدم الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وأشار الدكتور صلاح عبد العاطي إلى أن قطاع غزة يعاني من تدمير ممنهج للبنية التحتية، حيث تم استهداف محطات المياه، الأراضي الزراعية، آبار الشرب، ومرافق الطاقة، مما يجعل الحياة في غزة غير قابلة للاستمرار، ويعبد الطريق أمام مخططات تهجير السكان القسري، ضمن ما وصفه بـ"جرائم الإبادة الجماعية".
أكثر من 90% من غزة مدمرة.. و100 ألف طن من المتفجرات استخدمها الاحتلال
ولفت عبد العاطي إلى أن الجرائم الإسرائيلية لم تتوقف عند القصف والقتل الجماعي، بل طالت مراكز الإيواء، وأماكن تجمع النازحين، وحتى الخيام التي أقامها السكان الناجون من الدمار، مؤكدًا استخدام أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات، وتدمير ما يزيد عن 90% من المنشآت، بما في ذلك منازل، مدارس، جامعات، ومستشفيات.
انتشار المجاعة والأوبئة
وأضاف: "نشهد حاليًا انتشارًا للمجاعة، وتوقفًا شبه تام لأفران الخبز ومطابخ الإغاثة الجماعية، مما أدى إلى ندرة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، إلى جانب انتشار أمراض سوء التغذية، وتراكم النفايات بسبب منع الاحتلال نقلها، وهو مما ينذر بانهيار صحي وإنساني شامل وكارثة قد تودي بحياة الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن".

نداء عاجل للمجتمع الدولي
وشدد عبد العاطي على أن ما يحدث هو تحدي سافر لكل مبادئ القانون الدولي ومنظومة حقوق الإنسان، واستخدام فاضح للمساعدات كسلاح سياسي، في ظل صمت دولي وتواطؤ من بعض القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وقال: "نحن أمام مرحلة من الانحطاط الأخلاقي والعار الإنساني، ولا بد من تحرك عاجل لفرض ممرات إنسانية آمنة، وإنهاء الحصار، وإدخال المساعدات فورًا، وفق قرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، التي يتم تجاهلها بالكامل من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
مخططات توسعية واستهداف للأقصى
واختتم الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال لا يكتفي بالعدوان على غزة، بل يسعى إلى فرض هيمنته على القدس والضفة الغربية، من خلال تسريع مشاريع التهويد، واقتحامات غير مسبوقة للمسجد الأقصى، وتوسيع نفوذ الجماعات اليمينية المتطرفة التي لا تتورع عن الدعوة لمنع الفلسطينيين من "رؤية الشمس أو التنفس".
وأشار إلى أن المخطط الصهيوني يمتد لما هو أبعد من فلسطين، ليشمل المنطقة بأكملها، تحت وهم إقامة "إسرائيل الكبرى"، مطالبًا الدول العربية، وخاصة مصر والسعودية، بتكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي لتطبيق خارطة الطريق لإعادة الإعمار، وقطع الطريق أمام مخططات التهجير والتصفية.