ارتفاعات قياسية للذهب الأيام المقبلة.. مكاسب مدعومة بتوترات جيوسياسية وتجارية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا لافتًا بنسبة تقارب 26.8% منذ بداية عام 2025، مدعومة بجملة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي عززت جاذبيته كملاذ آمن، في مقدمتها تصاعد التوترات الدولية والمخاوف المرتبطة بالتعريفات الجمركية التي أعلن عنها مؤخرًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويعد هذا الارتفاع واحدًا من أقوى بدايات الذهب السنوية خلال العقد الأخير، وسط تدفقات استثمارية قوية وطلب متزايد من البنوك المركزية.
الذهب يواصل الصعود وسط تصاعد التوترات العالمية والقيود التجارية الأميركية
وخلال جلسة يوم الخميس، أغلق سعر أونصة الذهب عند مستوى 3327 دولارًا، منخفضًا بنسبة 0.5%، بعد أن لامس مستوىً قياسيًا بلغ 3357 دولارًا، وهو الأعلى في تاريخه، ورغم هذا التراجع الطفيف، أنهى الذهب الأسبوع بمكاسب قوية بلغت 2.8%، مدعومة بارتفاع المخاطر العالمية قبيل عطلة نهاية أسبوع طويلة شهدت إغلاق الأسواق العالمية يوم الجمعة.

وأوضحت مؤسسة جولد بيليون أن الانخفاض المحدود في الأسعار يعود إلى عمليات جني أرباح طبيعية من قبل المستثمرين بعد تحقيق مستويات غير مسبوقة، وهو ما يعد سلوكًا تقليديًا في الأسواق قبيل فترات التوقف الممتدة عن التداول.
ويستمر الزخم الإيجابي للذهب مدفوعًا بقرارات الإدارة الأميركية الأخيرة، حيث أعلن الرئيس ترامب عن فتح تحقيق لبحث إمكانية فرض تعريفات جمركية على واردات المعادن الأساسية، إلى جانب مراجعة واردات أخرى تشمل الأدوية والرقائق الإلكترونية، ما زاد من التوترات التجارية وأثار موجة قلق جديدة في الأسواق العالمية.
وفي سياق متصل، ساهم التراجع الحاد في مؤشرات الأسهم العالمية، خاصة بعد إعلان شركة "إنفيديا" عن انخفاض متوقع في أرباحها الفصلية بقيمة 5.5 مليار دولار نتيجة القيود الأميركية على صادرات الرقائق إلى الصين، في تعزيز الإقبال على الذهب كأداة تحوط ضد تقلبات السوق.
الذهب يلامس أعلى سعر في تاريخه مدفوعًا بالطلب الاستثماري ومخاوف السوق
كما أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي ارتفاعًا ملحوظًا في استثمارات صناديق الذهب المتداولة بالبورصة، حيث بلغت التدفقات الداخلة نحو 52.1 طنًا خلال الأسبوع المنتهي في 11 أبريل، وهو أعلى مستوى منذ 7 أسابيع.

وفي الصين، سجلت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تدفقات قياسية بلغت 772 مليون دولار خلال مارس، مما رفع إجمالي الأصول المدارة إلى 14 مليار دولار، مع زيادة الحيازات بمقدار 7.7 طن لتصل إلى 138 طنًا، متجاوزة استثمارات الربع الأول وحتى صناديق الذهب المدرجة في السوق الأميركية.
وتشير توقعات مؤسسة جولد بيليون إلى استمرار العوامل الداعمة لأسعار الذهب، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وازدياد الاهتمام المؤسسي بالمعدن النفيس كأصل استراتيجي، ما يعزز من فرص استقراره عند مستويات مرتفعة خلال المدى القريب.