جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرات لسكان عدة أحياء في غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه سيشن عمليات مكثفة في عدة أحياء بـ مدينة غزة، مطالبا سكان هذه الأحياء "بإخلائها فورا".
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن القوات "تعمل على استهداف بنى تحتية تابعة لـ حركة حماس" في أحياء الشجاعية والتركمان والزيتون الشرقي وتوسعة نفوذه، مؤكدًا على أن العمليات "ستستمر بقوة في الساعات المقبلة".
وحذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان هذه المناطق من "ضرورة الإخلاء الفوري" نحو المناطق الآمنة غرب المدينة، مشيرا إلى أن "أي تأخير في الإخلاء يعرّض الأرواح للخطر"، كما أعلن عن فتح ممرات آمنة حتى الساعة الثانية ظهرًا فقط.
من جهتها، أفادت مصادر طبية فلسطينية عن استنفار كامل في المستشفيات تحسبا لسقوط ضحايا، بينما ناشدت منظمات حقوقية المجتمع الدولي "الضغط لوقف هذه العمليات التي تهدد حياة المدنيين".
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، يوم الخميس، أن 75% من بعثات الأمم المتحدة، تُمنع من دخول غزة، بسبب الحصار والهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
وأشار جيبريسوس في مؤتمر صحافي أسبوعي، إلى الحصار الشامل الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، ومنع دخول جميع المواد الغذائية والأدوية.
وأكد أنه "خلال الأسبوع الماضي، تم منع وعرقلة 75% من بعثات الأمم المتحدة"، لافتًا إلى أن هذا الحصار "يترك الأسر تعاني من الجوع وسوء التغذية، ويمنعها من الوصول إلى المياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية المناسبة، ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض والوفاة".
وأوضح جيبريسوس أن الهجمات الإسرائيلية على النظام الصحي في غزة مستمرة، مشيرا إلى مقتل أكثر من 400 عامل في المجال الإنساني منذ أكتوبر 2023.
وتابع: "في 23 مارس هاجم الجيش الإسرائيلي قافلة طبية وطارئة، ما أسفر عن مقتل 15 عاملا في المجالين الصحي والإنساني".
وذكر أنه "رغم المخاطر الأمنية، والقيود المفروضة، وتناقص الإمدادات، لا تزال منظمة الصحة العالمية موجودة في غزة".
وفي ختام مؤتمره الصحافي، دعا جيبريسوس، إلى رفع الحصار عن المساعدات على الفور، والحفاظ على الخدمات الصحية، والوصول الإنساني دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة، والاستئناف الفوري لعمليات الإجلاء الطبي اليومية، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وقبل كل شيء وقف إطلاق النار.
هذا واستأنفت إسرائيل في الـ 18 من مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهية بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 166 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
ودمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت الغارات الإسرائيلية، 80 مركزًا صحيًا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.