وكلما انفتحت أمامي نافذة في أى مكان .. انظر فى براح الكون الفسيح .. انظر الى السماء بألوانها الى السحب المائلة .. الى الشمس ..القمر ..النجوم التى تزينها .. الى ادق تفاصيل السماء الواسعة والبراح الفسيح .. السماء القريبة منك والبعيدة فى نفس الوقت.
واتساءل هل من الممكن ان ينتقل هذا البراح الفسيح الى داخل الاشخاص فيغير ما بداخلهم ليكون بداخلهم اتساع هذا الكون بحجم هذا البراح.
ولعلك تتفق معي عزيزي القارىء أن الطبيعة الجغرافية تؤثر تأثيرا شديدا على الأشخاص فطبيعة قاطني البلاد الحضرية غير الجبلية غير الغير حضرية ما الى ذلك .. ناهيك عن المناطق التى بها صراعات أو حروب .. وهذا يجعلنا نتاكد من انعكاس البيئة على الشخص.
فدعني أشاركك عزيزي القارىء بعضا من اقوال بعض الباحثين في هذا المجال فعلى سبيل المثال قال روبرت بوتنى ان البعد الاجتماعي يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للفرد واختيار المنطقة المعيشية المحيطة له دورا هاما فى ذلك .. كذلك قال بيبر بورديو ان المنطقة المعيشية المحيطة تؤثر على الهوية الاجتماعية للفرد وتشكل جزءا من ثقافته .. كذلك قال دوركهايم ان البيئة الاجتماعية التى يعيش فيها الفرد تؤثر بشكل كبير على سلوكه وتصرفاته .. ودعنى اشاركك بعضا من الاحصائيات الفعلية فى السنوات الاخيرة بهذا الشأن .. حيث أوضح مكتب الإحصائيات الأمريكي فى عام 2019 فى بحث نشر باحد المجلات العالمية أن 43% من الاشخاص الذين يعيشون فى مناطق معيشية سيئة يعانون من مشاكل نفسية و35% يعانون من مشاكل تعليمية .. وكذلك اوضحت منظمة الصحة العالمية بعام 2017 ان 55% من الاشخاص الذين يعيشون في مناطق معيشية محيطة سيئة يعانون من مشاكل صحية وجسدية فيما قالت مجلة social science and medicine أن 62% من الأشخاص الذين يعيشون فى مناطق جيدة ملائمة لممارسة حياتهم الطبيعية يشعرون بالانتماء.
ولعلنا بعد ان استعرضنا سويا عزيزي القارىء بعض من آراء الباحثين والإحصائيات الدولية المنشورة عن هذا الامر مما يجعلنا نتأكد أكثر فأكثر أن الله لا يخلق شيئا دون هدف ولكن كل شىء خلقه لنا الله هو خدمة وتسخيرا لنا ..فلا توجد صدفة فكل شىء خلق بمقدار وقدر وذلك لخدمة بنو البشر.. ولكن البيئة المحيطة هى مجرد رد فعل وليس بفاعل .. فإن احسنا إليها أحسنت الينا.. واتت بخيرها والعكس صحيح .. والدليل التغيرات المناخية العالمية على سبيل المثال فهى حصاد سلوكيات سلبية سنوات واجيال واجيال بالعالم.
فهى بمثابة مرآه (مراية) لسلوكيات البشر ان احسنا استغلالها بما يفيد ام لا .. فلا يوجد شيئا عبثا خلق ولن يكون ..ولكنها لحكمة آلهية .. وان وضع كل شىء فى مكانه الصحيح وتوقيته ومقداره من الممكن حينها فقط ان نمارس حياتنا بشكل افضل واكثر انتاجية ..وانجز .. ولكن ان تغير ما بداخلنا من افكار .. لان الافعال هى حصاد افكار ..نتمنى من الله خيرها .. لعل وعسى .. ولنا لقاء اخر ننظر فيه سويا عزيزى القارىء من نافذة اخرى نحو براح الكون والعالم.