لأول مرة في التاريخ.. أسعار الذهب تتخطى الـ 3000 دولار للأونصة
سجلت أسعار الذهب قفزة غير مسبوقة، حيث تخطت الأونصة حاجز الـ 3000 دولار لأول مرة على الإطلاق، مدفوعة بموجة شراء كثيفة من البنوك المركزية، إضافة إلى تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، كما لعبت السياسات الحمائية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دورًا في تعزيز الطلب على المعدن الأصفر.
ارتفاع أسعار الذهب يعكس دوره كمخزون للقيمة وسط الأزمات
شهد المعدن الثمين، اليوم الجمعة، زيادة بنسبة 0.4%، ليصل سعر الأونصة إلى 3001.20 دولار، ويؤكد هذا الصعود مكانة الذهب التاريخية كأداة للتحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية، فضلًا عن كونه مؤشرًا رئيسيًا على حالة القلق التي تسود الأسواق المالية.
الذهب يتفوق على أداء الأسواق المالية خلال 25 عامًا
وتضاعفت أسعار الذهب على مدار الربع قرن الماضي، بمقدار عشرة أضعاف، متجاوزة بفارق كبير أداء مؤشر "إس آند بي 500" للأسهم الأمريكية، والذي لم يزد سوى أربعة أضعاف خلال نفس الفترة، ويعكس هذا التفوق تزايد الاعتماد على الذهب كأصل استثماري آمن، خاصة في أوقات الاضطرابات الاقتصادية.
تجار الذهب ينقلون كميات ضخمة إلى أمريكا قبل فرض الرسوم الجمركية
شهدت أسعار الذهب في الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالمستويات العالمية، ما دفع التجار إلى تسريع عمليات نقل كميات ضخمة من السبائك إلى الأسواق الأمريكية قبل دخول القرارات الجديدة حيز التنفيذ.
وتدفق نحو 23 مليون أونصة من الذهب، بقيمة تقترب من 70 مليار دولار، إلى مستودعات بورصة "كومكس" للعقود المستقبلية في نيويورك، منذ انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر 2024 وحتى 12 مارس الجاري، مما ساهمت هذه التدفقات الكبيرة في زيادة العجز التجاري الأمريكي إلى مستوى قياسي خلال شهر يناير.
الذهب ملاذ آمن في أوقات الأزمات
وفي أعقاب الأزمة المالية العالمية، تجاوز سعر الأونصة حاجز 1000 دولار، بينما تخطى 2000 دولار خلال جائحة كورونا، وبعد أن تراجع إلى ما يقرب من 1600 دولار مع انحسار تداعيات الوباء، استعاد المعدن الأصفر اتجاهه الصاعد منذ عام 2023، مدعومًا بمشتريات قوية من البنوك المركزية التي تسعى إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وسط مخاوف من استخدامه كأداة ضغط سياسي.
الطلب الصيني والسياسات الأمريكية يدفعان الذهب إلى مستويات قياسية
وتسارعت وتيرة ارتفاع أسعار الذهب، مدفوعة بزيادة الطلب في الصين، في أوائل عام 2024، حيث تزايدت المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي، ومع انتهاء الانتخابات الأمريكية، وبدء الأسواق في استيعاب تداعيات السياسة التجارية الجديدة للإدارة الأمريكية، استمر المعدن النفيس في تسجيل مكاسب إضافية.