وثيقة سرية .. الرئيس الروسي يرفض خطة ترامب بشأن السلام مع أوكرانيا

كشفت وثيقة روسية، حصلت عليها وكالة استخبارات غربية، أن فلاديمير بوتن يخطط لمواصلة القتال في أوكرانيا، وإضعاف موقف دونالد ترامب التفاوضي، في أي اتفاق سلام من خلال تأجيج التوترات بين الولايات المتحدة وبقية العالم.
وتعمل الولايات المتحدة حاليًا كوسيط بين أوكرانيا وروسيا، حيث كشف الرئيس ترامب الليلة الماضية، أن مبعوثين أمريكيين كانوا في طريقهم إلى موسكو، لتقديم خطة محتملة لوقف إطلاق النار إلى الكرملين.
ولم تقبل موسكو اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، ولم تظهر أي علامة على التراجع في حربها المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، مع شن قصف جوي كثيف في الأيام التي تلت الإعلان عن الخطة.

وظهر بوتين مرتديًا زيًا عسكريًا، حيث ظهر الليلة الماضية في منطقة كورسك الروسية لأول مرة منذ سيطرة القوات الأوكرانية على أجزاء منها في أغسطس، وأعلن الكرملين صباح اليوم الخميس، أن عملية طرد قوات كييف، قد وصلت الآن إلى مرحلتها النهائية.
وبينما تواصل واشنطن الضغط من أجل التوصل إلى هدنة، تشير وثائق من مركز أبحاث مؤثر مرتبط بالكرملين، حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست، إلى أن روسيا تعمل على تقويض اتفاق سلام محتمل منذ فبراير على الأقل.
ويبدو أن بعض التدابير الواردة في الوثيقة، التي يقال إنها كتبت بواسطة مؤسسة بحثية مؤثرة مقرها موسكو في الأسبوع الذي سبق المحادثات الأميركية الروسية في المملكة العربية السعودية، في أواخر فبراير، قد أثرت بالفعل على تفكير الدولة الروسية.

وتوضح الوثيقة، التي أعدت لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي الخامس، وهو قسم جهاز الأمن الذي يشرف على العمليات في أوكرانيا، الطرق التي يمكن أن تعزز بها روسيا مكانتها من خلال تأجيج التوترات بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي.
وتقول وثيقة مركز الأبحاث أيضًا أنه بينما يحدث هذا، ينبغي لروسيا أن تعمل على "التفكيك الكامل" للحكومة الأوكرانية الحالية، موضحةً أن جيش بوتن الليلة الماضية، إنه أسر مئات الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون في كورسك، وهدد الزعيم الروسي بتهديدهم باعتبارهم "إرهابيين".

وقال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف، إن قواته أسرت نحو 430 جنديًا أوكرانيا في منطقة كورسك، حيث شنت أوكرانيا هجومًا مضادًا مفاجئًا في الصيف الماضي.
وفي حديثه أثناء لقائه بالجنود في كورسك، قال بوتن بقسوة ردا على ذلك إن الجنود الأوكرانيين الأسرى يجب أن "يعاملوا كإرهابيين، وفقا لقوانين الاتحاد الروسي".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الليلة الماضية، في نوبة غضب غريبة، إن الخطط البريطانية لقيادة قوة الاستقرار في أوكرانيا بعد الصراع ستحمي "النظام النازي" في البلاد، جاء ذلك، بعد ساعات من أكبر هجوم بطائرات بدون طيار شنته أوكرانيا على العاصمة موسكو.

وذكرت الصحيفة أن الوثيقة ذكرت أيضًا أن الكرملين يجب أن يرفض خطط نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا، كما اقترح كثيرون في أوروبا، لأنها ستكون تحت "تأثير غربي خطير".
في هذه الأثناء، كانت الخطط الأميركية لمواصلة تسليح أوكرانيا "غير مقبولة على الإطلاق"، كما هو الحال بالنسبة للحفاظ على جيش أوكرانيا الذي يبلغ تعداده مليون جندي عند مستواه الحالي، وفقا للوثيقة.
ورفضت الوثيقة خطط ترامب الأولية للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا خلال 100 يوم باعتبارها "مستحيلة للتحقيق"، وأشارت إلى أن السلام "لا يمكن أن يحدث قبل عام 2026".

ويرى الرئيس الروسي أن التوقف لمدة 30 يومًا "غير مقبول"، ومن المتوقع أن يعيق محادثات السلام بمطالبه غير المعقولة، ونظرًا لأن بوتن يمسك بأغلبية الأوراق، فإن المسؤولين الروس يعتقدون أنه سيكون قادراً على النجاح في هذا المسعى.
وقال مصدر روسي كبير لرويترز: "من الصعب على بوتن الموافقة على هذا في شكله الحالي"، مضيفًا أن "بوتين يتمتع بموقف قوي لأن روسيا تتقدم".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الليلة الماضية، إنه من المهم عدم "المضي قدمًا فيما يتعلق برد روسيا على مقترحات وقف إطلاق النار، موضحًا أن موسكو تنتظر "معلومات مفصلة" حول وقف إطلاق النار من الولايات المتحدة، والتي يجب دراستها قبل اتخاذ القرار، وفقًا لـ وكالة بلومبرج للأنباء.