هل تؤثر رسوم ترامب الجمركية على أسعار المشروبات الغازية؟.. خبراء يوضحون

رسوم ترامب الجمركية.. أعلنت شركات المشروبات الغازية الكبرى، وعلى رأسها كوكاكولا، أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الألومنيوم بنسبة 25% لن تؤثر بشكل كبير على أسعار منتجاتها، وأكدت كوكاكولا أنها ستعتمد على حلول بديلة، مثل زيادة استخدام العبوات البلاستيكية والزجاجية، للحفاظ على استقرار الأسعار وتلبية طلب المستهلكين.

رسوم ترامب الجمركية

أعلن ترامب في وقت سابق، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار العديد من المنتجات، بما في ذلك المشروبات الغازية، ومع ذلك بدأت شركات المشروبات في دراسة تأثير هذه الرسوم، وكانت النتائج أقل إثارة للقلق مما كان يُتوقع.

وأوضح جيمس كوينسي، الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا، في تصريحات له، أن الشركة قد تزيد من استخدام العبوات البلاستيكية في حالة ارتفاع تكلفة الألومنيوم، وقال: "إذا أصبحت عبوات الألومنيوم أكثر تكلفة، يمكننا التركيز بشكل أكبر على الزجاجات البلاستيكية".

تأثير الرسوم على الأسعار

وأشار آدم إس هيرش، كبير الاقتصاديين في معهد السياسة الاقتصادية، إلى أن هذه الرسوم لن يكون لها تأثير يُذكر على أسعار المستهلك، موضحًا أن الشركات لديها هوامش ربح كافية لاستيعاب الزيادة الطفيفة في تكلفة الإنتاج، مضيفًا أن الرسوم ستضيف فقط تكلفة صغيرة جدًا، مشيرًا إلى أن تكلفة إنتاج العلبة الواحدة ستزداد بمقدار خمسة سنتات، مما يعني إضافة نحو ستة سنتات إلى تكلفة إنتاج عبوة مكونة من ستة علب.

وفقًا للبيانات الصادرة في عام 2023، استخدمت شركة «كوكاكولا» البلاستيك في تغليف نحو 50% من منتجاتها، بينما كان الألومنيوم يمثل 25% من العبوات، والبقية كانت من الزجاج ومواد أخرى، أما شركة «كيويريج دكتور بيبر»، فقد اعتمدت على البلاستيك بنحو 27%، والألومنيوم بنسبة 13%، والزجاج بنسبة 8%.

وقال كوينسي، إن رسوم الألومنيوم ستضيف تكاليف إضافية، لكنها لن تؤثر بشكل جذري على أعمال الشركة بحجم «كوكاكولا»، مؤكدًا: «نحن أمام مبالغة بشأن تأثير زيادة أسعار الألومنيوم بنسبة 25% على النظام بأكمله، وهي تكلفة يجب إدارتها، لكنها لن تغيّر بشكل جذري أعمالنا».

التداعيات البيئية والتحولات المستقبلية

من جهة أخرى، حذر الخبراء البيئيون من التبعات السلبية لتوسيع استخدام البلاستيك، جوديث إنك، رئيسة منظمة «بيوند بلاستيكس»، أشارت إلى أن البلاستيك يعتبر أقل استدامة مقارنة بالألومنيوم والزجاج القابل لإعادة التعبئة، وأكدت أن الزجاج هو الخيار الأكثر استدامة، يليه الألومنيوم، فيما يعد البلاستيك أقل الخيارات استدامة.

ورغم أن التحول إلى البلاستيك قد يقلل التكاليف، إلا أن إنك اعتبرت ذلك خطوة في الاتجاه الخاطئ من الناحية البيئية. وأوضحت أن الإدارة الأميركية الحالية لا تعطي الأولوية لحماية البيئة، ما يجعل الشركات الكبرى لا تشعر بأي ضغط لتغيير استراتيجياتها في التعبئة والتغليف.