هل كلمة ربنا يخليك حرام .. الفرق بين خلوا وخلى سبيله

هل كلمة ربنا يخليك حرام .. في بعض الأحيان قد يتداول الناس بعض العبارات أو الأدعية التي تبدو شائعة في المجتمعات الإسلامية، ولكن قد لا تكون معانيها واضحة بشكل دقيق في سياقها اللغوي والديني، وقد أشار الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى بعض هذه العبارات في حديثه عن الفروق الدقيقة بين الكلمات في القرآن الكريم، مع التركيز على الفروق بين الألفاظ في معانيها وسياقات استخدامها.

الفرق بين خلوا وخلى سبيله
من أبرز الأمثلة التي ذكرها الشيخ الجندي كانت كلمة "خلوا"، ففي قوله تعالى: "وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ"، تعني الكلمة انفردوا أو ذهبوا إليهم سرًا، بينما في قوله تعالى: "فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ"، تعني إطلاق سراحهم وتركهم يمضون في طريقهم، ووضح الجندي أن هذا التفسير يبرز دقة اللغة العربية في القرآن وكيف يتم اختيار الألفاظ بعناية شديدة لتناسب المعاني الدقيقة في سياقها.
هل دعاء ربنا يخليك حرام؟
من ضمن العبارات التي تثير بعض الجدل بين الناس هي "الله يخليك"، التي يستخدمها العديد من الناس في الدعاء، والتي يبدو أنها تحمل معنى "أن يتركك الله"، ومع ذلك، أوضح الشيخ الجندي في حديثه أن هذا التفسير غير دقيق، وإذ إن "يُخْلِي" في اللغة العربية تعني "يترك" ولكن المعنى المقصود هنا في الدعاء هو الدعاء بطول العمر، أي أن الشخص يدعو للآخر بالبقاء والصحة، لذلك، فإن كلمة "ربنا يخليك" تُستخدم غالبًا في سياق دعاء بالخير، وليس بالشر كما يعتقد البعض.

الدكتور إلهام شاهين.. ردود فعل حول تحريم ربنا يخليك
وفي سياق الحديث عن هذا الموضوع، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة في جامعة الأزهر، أن فتوى تحريم دعاء "الله يخليك" ليست صحيحة، موضحه أن هذه الفتوى انتشرت مؤخرًا، حيث ادعى البعض أن هذا الدعاء قد يحمل معاني سلبية، معتبرين أن لفظ "يخليك" يحمل دلالة على أن الله يتخلى عن الشخص، مضيفه أن هذا غير دقيق، وأن معنى الدعاء هو طول العمر وليس التخلّي عن الشخص.
كما أشارت إلى وجود تحذيرات مشابهة ضد استخدام بعض العبارات في بعض البلدان العربية مثل كلمة "تؤبرني" التي تعني "تقبرني"، والتي ادعى البعض أنها دعاء على الشخص بالدخول في القبر، واعتبرت الدكتورة شاهين أن هذه العبارات هي جزء من التراث اللغوي الشعبي ولا ينبغي أن يُفهم منها ما هو مخالف للنية الطيبة.

الحكمة النبوية في استخدام الكلمات الشعبية
وأكدت الدكتورة شاهين أنه من خلال تاريخ الإسلام، استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من العبارات والألفاظ الشعبية في دعائه وأحاديثه، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعبر عن معانيه باستخدام الألفاظ التي كانت مفهومة ومتعارف عليها في مجتمع العرب، رغم أن ظاهرها قد يكون مخالفًا للمقصود، فعلى سبيل المثال، قوله لأم سلمة "تربت يمينك" كان يشير إلى الدعاء بالخير، رغم أن الظاهر من الكلام قد يدل على الفقر.