حكم إفطار الغني في رمضان مقابل الإطعام .. الإفتاء تجيب

حكم إفطار الغني في رمضان مقابل الإطعام.. تداول مؤخرًا بعض الأشخاص ادعاءً مفاده أنه يجوز للمسلم الغني أن يُفطر في شهر رمضان، ويقوم بإطعام عدة مساكين بدلاً من الصيام، بحجة أن الله سبحانه وتعالى ليس في حاجة إلى صيامه، وأن الإطعام كفارة تكفي.
حكم إفطار الغني في رمضان مقابل الإطعام
وفي ردها، قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام شهر رمضان من أركان الإسلام الأساسية، وهو فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل خالٍ من الأعذار الشرعية التي تبيح له الإفطار، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، حيث أن "كُتِبَ عَلَيْكُمُ" تعني أن الصيام فرض عليكم.

وأكدت أن هذا الفرض قد أقره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف عندما قال: "بُنيَ الإسلامُ على خمس: على أن يُعبَدَ اللهُ ويُكفَرَ بما دونَهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحج البيتِ، وصومِ رمضانَ" (متفق عليه).
حكم الإفطار بدون عذر في نهار رمضان
وأوضحت دار الإفتاء أن الإفطار في شهر رمضان دون وجود عذر شرعي، سواء كان مرضًا أو سفرًا، يعد محرمًا شرعًا.
وبيّنت أن هذا الفعل يُعد من كبائر الذنوب، فإذا قام المسلم بالإفطار عامدًا وهو يعلم بوجوب الصوم عليه، فقد ظلم نفسه بارتكاب هذه المعصية العظيمة، ويجب عليه التوبة والاستغفار، إضافة إلى وجوب قضاء الأيام التي أفطر فيها.
هل يجوز الإطعام بدلا عن الصيام؟
وركزت دار الإفتاء على الرد على الدعوى التي تجيز للمسلم الغني الإفطار مقابل إطعام المساكين، معتبرةً إياها دعوى فاسدة.
وشددت على أن الصيام فرض تعبدًا لله عز وجل، وأن العلة في فرضه هي طاعة الله والامتثال لأوامره، وليس من الضروري أن نفهم الحكمة الكامنة وراء كل عبادة، منوهة أنه لا يجوز للمسلم أن يزعم أنه يمكنه استبدال الصيام بالإطعام.
وذكرت أن العبادات في الإسلام تهدف إلى إظهار الطاعة الكاملة لله، وهذا يشمل الصيام الذي لا يمكن التفريط فيه تحت أي مبرر، مشيرة إلى أن الأصل في الصيام أنه عبادة يحقق من خلالها المسلم تسليمًا لأوامر الله تعالى، سواء كانت الحكمة أو العلة واضحة أو غير واضحة له.