صفقة المعادن .. كيف ابتزت أمريكا أوكرانيا للاستيلاء على ثرواتها ؟

بعد رفض أوكرانيا لمقترح أمريكي سابق يتعلق بـ صفقة المعادن، تدرس الآن بجدية عرضًا أمريكيًا جديدًا بشأن هذه الموارد، والذي يشمل بنودًا مشابهة لتلك التي رفضتها سابقًا باعتبارها قاسية للغاية.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لاستعادة الأموال التي قدمتها أميركا كدعم لأوكرانيا وقد تضمن الاقتراح المعدل، المؤرخ في 21 فبراير، أن تقوم أوكرانيا بالتنازل عن نصف إيراداتها من الموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن، الغاز، والنفط، بالإضافة إلى الأرباح الناتجة عن الموانئ والبنية التحتية، وفقًا للمسؤولين الأوكرانيين ومسودة الاتفاق.

صفقة المعادن مقابل المساعدات الأمريكية
ونصت الوثيقة الأمريكية الجديدة على النحو التالي:
- مبلغ مالي وتخصيص العائدات من موارد أوكرانيا لصندوق تمتلك فيه الولايات المتحدة حصة 100%
- إلزام أوكرانيا بالمساهمة في الصندوق بمقدار 500 مليار دولار، وهو المبلغ الذي طالبت به إدارة ترامب من أوكرانيا مقابل المساعدات الأميركية.
ويفوق هذا المبلغ يفوق بكثير الإيرادات الفعلية لأوكرانيا من مواردها التي بلغت 1.1 مليار دولار في العام الماضي، وهو أكثر من أربعة أضعاف قيمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا حتى الآن.
ومع الغموض حول هذا الرقم في النسخة السابقة من الاتفاق، لم يتم ذكر مبلغ 500 مليار دولار، على الرغم من أن ترامب كان قد أعلن علنًا عن رغبته في هذا المبلغ.
صفقة المعادن وإعادة إعمار أوكرانيا
كما شمل الاقتراح المعدل إمكانية أن تعيد الولايات المتحدة استثمار جزء من العائدات في إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، بما في ذلك في تطوير موارد باطن الأرض والبنية التحتية في البلاد.
وتظهر بعض الشروط في الاقتراح الجديد أكثر صرامة من المسودة السابقة، حيث جاء هذا الاقتراح بعد أسبوع من مقاومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتوقيع على النسخة السابقة في نزاع علني مع ترامب.

صفقة المعادن والتحول إلى تحالف تجاري
قد يحول هذا الاتفاق المقترح العلاقة بين كييف وواشنطن، التي امتدت لثلاث سنوات في أكبر حرب بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، إلى تحالف تجاري.
كما أن شروط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تؤدي إلى سحب بعض الأموال التي يتم استثمارها حاليًا في صناعة الدفاع والأمن في أوكرانيا، مما قد يؤثر على جهود إعادة بناء البلاد بعد الحرب.
وكانت أوكرانيا قد اقترحت سابقًا إمكانية شراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مواردها الطبيعية كوسيلة لإقناع ترامب بتقديم دعم إضافي لجهودها الحربية.

لا ضمانات أمنية مقابل صفقة المعادن
سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على ضمانات أمنية لبلاده، وهو الشرط الذي كان غائبًا في النسخة الأولى من الاتفاق، مما دفعه إلى رفض التوقيع عليها.
وعلى الرغم من أن الوثيقة الجديدة تتضمن التزامات من أوكرانيا، إلا أنها لا تقدم أي ضمانات أمنية محددة من جانب الولايات المتحدة، يتم حالياً دراسة الاقتراح من قبل المسؤولين في كييف، ولكن لم يتم الإعلان بعد عن موافقتهم على الشروط المقترحة.
وقال رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانشوك، إن مجموعة حكومية ستبدأ العمل على الاتفاقية يوم الاثنين، وأن أوكرانيا ترغب في الحصول على ضمانات أمنية محددة مقابل الوصول إلى مواردها.
وكان الرئيس الأوكراني قد طرح خطة لمنح الحلفاء الغربيين حق الوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا في مقابل استمرار الدعم العسكري والمالي، وجعلها جزءًا من "خطة النصر" التي قدمها لترامب والمسؤولين الأميركيين في الخريف الماضي.