السبت 22 فبراير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل أجر صلاة التراويح في البيت أفضل من المسجد للنساء؟.. الأزهر للفتوى يوضح

هل أجر صلاة التراويح
هل أجر صلاة التراويح في البيت أفضل من المسجد للنساء

تعد صلاة التراويح من العبادات المهمة خلال شهر رمضان، ويكثر البحث حول حكم صلاة التراويح للمرأة في المسجد، وما إذا كان أداؤها في المنزل أفضل، خاصة مع حرص العديد من النساء على الاستفادة من الأجواء الروحانية التي تميز الشهر الفضيل.

هل أجر صلاة التراويح في البيت أفضل من المسجد للنساء

حكم صلاة التراويح للمرأة في المسجد

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الأصل في صلاة المرأة أنها أفضل في بيتها، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ» [أخرجه أبو داود].

إلا أن هذا لا يعني منع المرأة من الذهاب إلى المسجد، فقد قال النبي أيضًا: «إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يَمْنَعْهَا» [أخرجه مسلم]، ومع ذلك، وضع الفقهاء ضوابط لخروج المرأة للصلاة في المسجد، ومنها:

  1. ارتداء ثياب ساترة، بحيث لا تكون ملفتة أو ضيقة.
  2. عدم التعطر، امتثالًا لحديث النبي: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا، فَهِيَ زَانِيَةٌ» [رواه النسائي].
  3. استئذان الزوج أو ولي الأمر إن كانت متزوجة.

وفي حال التزامها بهذه الضوابط، فإن ذهابها للمسجد مباح، خاصة إذا كانت تجد في ذلك نشاطًا أكبر لأداء الصلاة، أو كانت تخشى التكاسل عنها إن بقيت في المنزل.

حكم صلاة التراويح في المنزل

أكدت دار الإفتاء المصرية أن أداء صلاة التراويح في المنزل جائز، لكنها تكون أفضل في الجماعة، وفقًا لما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.

وقال ابن قدامة في "المغني" (2/123): "وَالْمُخْتَارُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِعْلُهَا فِي الْجَمَاعَةِ، قَالَ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: الْجَمَاعَةُ فِي التَّرَاوِيحِ أَفْضَلُ".

أما المالكية، فقد ذهبوا إلى ندب صلاة التراويح في المنزل، ولكن بشروط، ذكرها الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير"، وهي:

  1. ألا تتعطل المساجد بسبب كثرة المصلين في البيوت.
  2. أن يكون الشخص نشيطًا في أدائها في منزله.
  3. أن يكون غير مقيم بالحرمين الشريفين، حيث إن الصلاة فيهما لها فضل خاص.

حكم ترك صلاة التراويح بسبب العمل

يتساءل البعض عن حكم ترك العمل لأداء صلاة التراويح، وخاصة في أماكن حساسة مثل المستشفيات، حيث يتطلب الأمر التواجد المستمر لخدمة المرضى، كما أكدت دار الإفتاء المصرية أن العاملين في المستشفيات أو أي وظيفة أخرى يتقاضون أجرًا مقابل عملهم، وبالتالي لا يجوز لهم ترك العمل لصلاة التراويح إذا كان ذلك يؤثر على أداء مهامهم.

وأوضحت أن التراويح سنة وليست فرضًا، بينما العمل في المستشفى هو واجب شرعي وأخلاقي، خاصة إذا كان المريض في حاجة لرعاية مستمرة، مشيرة إلى أن تقديم النفع المتعدي (مثل مساعدة المرضى) أعظم أجرًا من العبادات ذات النفع القاصر، كالصلوات النافلة، وأوردت حديث النبي: «مَن مَشَى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرًا من اعتكاف عشرين سنة» [رواه الحاكم والبيهقي].

هل أجر صلاة التراويح في البيت أفضل من المسجد للنساء

الفرق بين صلاة التراويح وقيام الليل

يخلط البعض بين صلاة التراويح وقيام الليل، فالتراويح هي صلاة القيام في رمضان، وتؤدى بعد صلاة العشاء حتى الفجر، أما قيام الليل فهو أعم، ويمكن أداؤه في أي وقت من الليل، سواء في رمضان أو غيره.

وإذا لم يتمكن المسلم من أداء التراويح في وقتها، فيمكنه التعويض عنها خلال النهار، بعد شروق الشمس وارتفاعها قليلًا، حتى قبل صلاة الظهر، كما كان يفعل النبي إذا فاته ورده من الليل.

الأفضل للمرأة أداء التراويح في منزلها، لكنه يجوز لها أداؤها في المسجد بشروط، وصلاة التراويح في المسجد أفضل من المنزل بالنسبة للرجال، إلا إذا كان الشخص يجد خشوعًا أكبر في بيته، ولا يجوز ترك العمل الضروري، خاصة في المهن الطبية، من أجل صلاة التراويح، ويمكن تعويضها بصلوات أخرى، ويمكن أداء التراويح في أي وقت من الليل، وأيضًا خلال النهار إذا فاتت صلاة الليل.

هل أجر صلاة التراويح في البيت أفضل من المسجد للنساء

وبذلك يكون أداء صلاة التراويح سواء في المسجد أو المنزل مرتبطًا بظروف الشخص واستطاعته، مع مراعاة تحقيق التوازن بين العبادة والالتزامات الأخرى.

تم نسخ الرابط