الأربعاء 12 فبراير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

وزير التعليم: نبحث تشكيل نظام تعليمي يضمن تخريج طلاب تواكب مهاراتهم سوق العمل

محمد عبداللطيف وزير
محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم

شارك محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتور جوزيبي فالديتارا وزير التعليم والاستحقاق بإيطاليا، بحضور السفير ميكيلي كوارونى سفير دولة إيطاليا بالقاهرة، اليوم، في ندوة تحت عنوان: "التعليم الفني والمهني معاهد فنية عليا دعم النمو والازدهار".

وألقى محمد عبد اللطيف كلمة، خلال الندوة، أكد خلالها على التعاون القوي والبناء بين مصر وإيطاليا في تعزيز تطوير التعليم الفني والمهني.

كما أعرب وزير التربية والتعليم عن سعادته بزيارة الدكتور جوزيبي فالديتارا لمصر، مشيرا إلى أن قيادته والتزامه بالتعاون في مجال التعليم كان عاملاً أساسياً في تعزيز الشراكة بين البلدين.

وقال الوزير: "اليوم نخطو خطوة استراتيجية إلى الأمام من خلال مواصلة مناقشاتنا بشأن إنشاء مركز التشغيل المصري الإيطالي، وهو مركز مصمم لتزويد الطلاب والخريجين بالمهارات والتدريب اللازمين لتلبية متطلبات سوق العمل من خلال الشراكات المباشرة بين المؤسسات التعليمية والصناعات في البلدين، وبناءً على النتيجة المثمرة لهذه الزيارة، نأمل في تفعيل خطابات النوايا الموقعة بين مصر وإيطاليا".

وزير التعليم: التعليم الفني أساس التقدم الوطني

وأكد الوزير أن هذه المبادرة تعكس الالتزام المتبادل بين البلدين بتعزيز تطوير التعليم الفني، وتوسيع الفرص المتاحة للشباب المصري، ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، ومن خلال الاستثمار في تنمية المهارات وجاهزية القوى العاملة، فإننا نعمل على تعزيز القدرة التنافسية للصناعة، وتأمين اقتصاد أقوى وأكثر اعتمادًا على الذات.

كما أكد الوزير على أهمية التعليم الفني باعتباره أساس التقدم الوطني، وهو القوة الدافعة وراء التقدم الاقتصادي والنمو الصناعي والتقدم التكنولوجي، مشيرًا إلى أن العالم يتطور بوتيرة سريعة، حيث تحدد الخبرة الفنية والابتكار والقدرة على التكيف النجاح، ولمواجهة هذا التحدي، يجب أن يكون خريجونا مزودين بمهارات متطورة تتوافق مع المعايير الدولية، ومن خلال برامج التدريب المتخصصة، والشراكات الصناعية، والتعلم القائم على المهارات، نعمل على إعادة تشكيل نظام التعليم الفني لضمان تخرج طلاب تواكب مهاراتهم سوق العمل التنافسية.

وفي هذا الإطار، أوضح الوزير أن من الأمثلة البارزة على هذا التحول مدرسة الضيافة في دمياط، التي تدعمها الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي والمفوضية الأوروبية، وتعمل هذه المؤسسة كنموذج لدمج التعليم مع التنمية الاقتصادية، وتعزيز التأثير المباشر للتدريب المهني عالي الجودة على الرخاء الوطني، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمتد إلى أبعد من ذلك، حيث تدعم الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون حاليًا ٢٠٠ مدرسة في محافظة أسوان من خلال برنامج التعليم الشامل، مما يضمن إتاحة التعليم وشموله لجميع الطلاب، وتعكس هذه المبادرة عمق شراكتنا والتزام إيطاليا المستمر بتعزيز فرص التعليم في مصر.

وأضاف الوزير محمد عبد اللطيف أن التعليم الفني ليس مجرد تخصص أكاديمي، بل هو استثمار في المستقبل، ومسؤوليتنا هي تمكين الشباب بالأدوات والمهارات والانضباط اللازمين ليصبحوا قادة منتجين في مجالاتهم، ولا يقاس تقدم أي أمة بسياساتها فحسب، بل وبكفاءة قوتها العاملة، مؤكدًا على أن نجاح مصر في التعليم الفني يعتمد على إطار تعليمي قوي ومتطور يتماشى مع المعايير الدولية، والتدريب المستمر للمعلمين والتطوير المهني، بقيادة خبراء في مصر والخارج، والالتزام بإنتاج خريجين يتمتعون بمهارات عالية، وجاهزين للمساهمة بشكل هادف في القوى العاملة.

وأوضح وزير التربية والتعليم أن هذه ليست رؤية نظرية، بل هي خطة منظمة وموجهة نحو العمل لسد الفجوة بين التعليم والتوظيف، وضمان أن يكون التعليم الفني طريقًا إلى الرخاء، وليس خيارًا احتياطيًا، مشيرًا إلى أن الطريق واضح فالتعاون دون تنفيذ لا معنى له، ولابد أن تؤدي الالتزامات التي نتعهد بها اليوم إلى نتائج ملموسة، ولكي نتمكن من تحويل التعليم حقا، يتعين علينا أن نجمع بين الرؤية والاستراتيجية والاستثمار والتنفيذ، وقد بدأت مصر بالفعل في اتخاذ خطوات حاسمة، بما في ذلك الاستفادة من فرص التمويل الدولية مثل منحة الشراكة العالمية من أجل التعليم، التي تسمح لنا بتأمين استثمارات إضافية لإصلاح.

ودعا الوزير قادة الصناعة إلى تعزيز دورهم في تدريب ودمج الخريجين المهرة في القوى العاملة، كما دعا المعلمين إلى تكييف مناهج التدريس التي تعد الطلاب للتحديات الصناعية في العالم الحقيقي، وكذلك دعا الطلاب إلى تحمل مسؤولية إتقان حرفتهم، مؤكدًا أن مستقبلهم ومستقبل هذه الأمة بين أيديهم.

وفي ختام كلمته، أشار الوزير إلى أن الاتفاقيات المشتركة هي التزام ووعد بإعادة تشكيل مستقبل التعليم الفني في مصر، داعيًا إلى العمل ليس على تلبية التوقعات فحسب، بل وضع معايير جديدة للتميز، ومن خلال الرؤية المشتركة والعمل الحاسم، سنضمن أن يصبح التعليم الفني حجر الزاوية في النمو الاقتصادي والابتكار والتنمية الوطنية.

ومن جانبه، رحّب وزير التعليم والاستحقاق الإيطالي، جوزيبي فالديتارا بالمشاركين في الحدث اليوم، وفي مقدّمتهم القيادات المصرية الحاضرة، وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السيد محمد عبد اللطيف، والمهندس محمد زكي السويدي، رئيس اتحاد الصناعات المصرية.

ووجّه الوزير الإيطالي التحية إلى كل من تعاون في تنظيم هذه الزيارة للوفد الإيطالي، والتي تم العمل خلالها مع الجانب المصري من أجل ترجمة الروابط بين البلدين في صورة تعاون ملموس على أرض الواقع، معربًا عن شكره لممثلي الشركات الإيطالية المشاركة في فعاليات التعاون، والتي بلغ عددها 30 شركة.

وقال الوزير الإيطالي إن افتتاح القرية الإيطالية في معهد دون بوسكو يُعدّ شاهدًا على قوة العلاقات الديناميكية بين مصر وإيطاليا، ويؤكد جودة المدارس الإيطالية، معربًا عن فخره بتقديم نموذج التعليم الإيطالي برفقة الوزير محمد عبد اللطيف لدعم الواقع العملي في البلدين.

وأضاف الوزير جوزيبي فالديتارا أنه بالاتفاق مع وزير التربية والتعليم المصري، سيتم تقديم برنامج مكثّف يهدف إلى التعريف ببرامج التعليم الإيطالي واستغلال المقومات الخاصة بالشراكة بين مصر وإيطاليا.

وتابع وزير التعليم الإيطالي قائلًا: "عندما اجتمعنا اليوم، اتفقنا على ضرورة تحقيق نتائج مثمرة تُجسّد التعاون المهم بين بلدينا"، مشددًا على ضرورة متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مجال تطوير التعليم المهني وتبادل المهارات، لضمان تحقيق هذه الاتفاقيات على أرض الواقع.

وتابع الوزير الإيطالي حديثه قائلًا إن مبادرات التعاون بين مصر وإيطاليا تأتي ضمن استراتيجيتنا للتوجّه نحو إفريقيا، وفقًا لتوجيهات رئيسة الوزراء الإيطالية، وإن تعاوننا في مصر هو الخطوة الأولى على هذا الطريق، ومن أجل ذلك، تعمل لجنة العمل الثلاثية على متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم التي تم توقيعها العام الماضي.

وأكّد أن الشراكة مع مصر ضرورة ملحّة نظرًا لكونها دولة عريقة وشريكًا استراتيجيًا لإيطاليا، يزخر بالعديد من الأيدي العاملة الموهوبة من الشباب.

وأعرب الوزير الإيطالي عن تطلّعه إلى أن تصبح القرية الإيطالية في مصر أكبر بعشر مرات مما هي عليه الآن، بحيث تكون نموذجًا يُحتذى به في منطقة البحر المتوسط.

وفي ختام كلمته، وجّه وزير التعليم الإيطالي الشكر لكل من آمن بمشروع القرية الإيطالية في مصر، ولأكثر من 30 شركة إيطالية شاركت في تحقيق هذا النجاح.

وفى كلمته، رحب السفير الايطالى بجموع الحضور والمشاركين من الجانبين المصرى والإيطالى، مؤكدًا على عمق العلاقات والتعاون المستمر والمثمر بين الجانبين المصرى والايطالى، وأن هناك أكثر من ٥٠ شركة ايطالية وأكثر من ٣٠ أكاديمية للتعليم الفنى داخل مصر بما يثبت عمق التعاون البناء، مشيدا بقرية إيطاليا التى تم افتتاحها اليوم فى معهد "دون بوسكو" لتعزيز سبل التعاون خاصة فى جانب التعليم الفنى والذى يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لايطاليا.

وأشار السفير الإيطالي إلى أن هناك الكثير من الشباب الذين يحتاجون التدريب، وأن ايطاليا تحتاج الى أيدى عاملة مدربة وذلك يتحقق من خلال التعاون المثمر والهام بين البلدين لادخال الشباب سوق العمل .

ولفت السفير أن اليوم حافل بالعمل الواقعى من خلال الشركات الايطالية والمصرية التى تمتلك الكثير من الامكانيات، ونعمل على تطوير الشراكات للوصول الى واقع ملموس فى التطوير بين الجانبين.

جاء ذلك بحضور المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية، وإيمانويلي أورسينى رئيس اتحاد الصناعات الإيطالي، وريجينا كوراديني دارينزو المدير التنفيذي لشركة سيمست (SIMEST) عبر الفيديو كونفرانس، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، والدكتورة هانم أحمد مستشار الوزير للعلاقات الدولية، والأستاذة أميرة عواد منسق الوزارة لمنظمات الأمم المتحدة.

تم نسخ الرابط