العفو الدولية تدين مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة: "انتهاك صارخ للقانون الدولي"
تهجير الفلسطينيين .. أعربت منظمة العفو الدولية عن استنكارها الشديد للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اقتراحه بـ تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة. ووصفت المنظمة تلك التصريحات بأنها "مؤلمة" و"مهينة"، وأكدت أن هذا الاقتراح يعد "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".
في تعليقها على هذا الاقتراح، صرحت الأمينة العامة للمنظمة، أنييس كالامار، بأن ما اقترحه ترامب حول تهجير الفلسطينيين يمثل "جريمة حرب واضحة" و"جريمة ضد الإنسانية" إذا تم تنفيذه، خاصة وأنه يهدف إلى تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، وهو أمر يتناقض تمامًا مع القوانين الدولية التي تحظر مثل هذه الأفعال. وأضافت كالامار أن هذه التصريحات تشكل تراجعًا خطيرًا عن قيم الإنسانية، حيث أن الفلسطينيين في غزة عانوا منذ عقود من تهجير قسري مستمر نتيجة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل، أثار اقتراح ترامب حول تهجير الفلسطينيين غضبًا شديدًا في أوساط الفلسطينيين والعرب الأمريكيين، الذين عبروا عن رفضهم الكامل لما وصفوه بمشروع "التصفية العرقية".
وأعلنت مجموعة من الأمريكيين العرب الذين كانوا قد دعموا ترامب في انتخابات 2024 عن تغيير اسمهم من "الأمريكيون العرب من أجل ترامب" إلى "الأمريكيون العرب من أجل السلام"، حيث عبروا عن اعتراضهم على فكرة ترحيل الفلسطينيين من أرضهم التاريخية لأي سبب كان.
وعلى المستوى الدولي، جاء الرفض من مختلف الأطراف السياسية، حيث أدان الرئيس عبد الفتاح السيسي تلك التصريحات بشدة، مشيرًا إلى أن تهجير الفلسطينيين قسراً في غزة أو الضفة الغربية "غير مقبول" وهو انتهاك خطير للقانون الدولي، كما أنه يعيق أي جهود لإيجاد حل الدولتين. وأكد السيسي أنه لا يجب السماح لأي جهة بتجاوز هذا المبدأ، بما يهدد الاستقرار الإقليمي.
رفض أوروبي لمشروع تهجير الفلسطينيين
من جانبه، وصف الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين بأنها "غير مقبولة" و"تثير القلق العميق" في العديد من الأوساط السياسية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأفكار لن تساهم في إيجاد حلول جادة بل ستفاقم الوضع في المنطقة.
وفي سياق آخر، أضاف الخبراء في القانون الدولي أن اقتراح ترامب قد يرقى إلى "جريمة حرب" أو "جريمة ضد الإنسانية"، وفقًا للمعاهدات الدولية مثل اتفاقيات جنيف ونظام روما. وأوضح هؤلاء الخبراء أن أي محاولة لتهجير سكان بشكل قسري يعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي، ما يفتح المجال للمحاسبة القانونية في محكمة الجنايات الدولية.
من جهتها، أكدت كندا على موقفها الثابت من قضية غزة ورفضت تهجير الفلسطينيين، حيث أعربت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي عن دعم بلادها المستمر لحل الدولتين، الذي يضمن حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأضافت أن كندا ترفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التهجير القسري، متمسكة بموقفها الداعم للسلام والاستقرار في المنطقة.
وجاءت تصريحات ترامب في وقت حساس للغاية، مما يزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط، ويؤكد ضرورة التحرك الدولي العاجل لمنع تفاقم الأزمة وتحقيق حل عادل ومستدام يضمن حقوق جميع الأطراف.