بعد وقف إطلاق النار في غزة.. هجمات على يد مستوطنين تستهدف فلسطينين في نابلس
خرق وقف إطلاق النار .. شهدت قرى شرق قلقيلية الفلسطينية هجمات عنيفة على يد مستوطنين، الذين أقدموا على إحراق مركبات فلسطينية والاعتداء على منازل ومحلات تجارية في المنطقة، مساء أمس الاثنين.
وذكرت مصادر فلسطينية، نقلاً عن وكالة الأنباء الفلسطينية، أن عشرات المستوطنين المدعومين من قوات الاحتلال الإسرائيلي، هاجموا المناطق الواقعة على الطريق الرئيس بين قلقيلية ونابلس، تحديدًا في قريتي الفندق وجينصافوط، وقد أسفر الهجوم عن إلحاق أضرار بالغة بالممتلكات الخاصة للمواطنين.
في تطور آخر، قامت قوات الاحتلال بتدمير طرق ترابية قرب حاجز جبع العسكري شمال غرب القدس، مما أدى إلى تفاقم أزمة السير في المنطقة.
وحسب الوكالة، جرت عملية التدمير بواسطة جرافات عسكرية كانت ترافق قوات الاحتلال، حيث أزيلت طرق "التفافية" كان المواطنون يعتمدون عليها للمرور عبر الحاجز، رغم وعورتها. يعد حاجز جبع من النقاط الرئيسية التي تربط بين رام الله والبيرة والقدس وأريحا.
هذا ويذكر أن قوات الاحتلال كانت قد قامت بنصب بوابة حديدية على شارع جبع قبل أيام، لتضاف إلى الحواجز والممارسات العسكرية المستمرة التي تعيق حرية الحركة في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين عن 90 أسيرًا فلسطينيًا، وذلك في إطار التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخرًا بين الجانبين.
وتضمنت قائمة المفرج عنهم، 69 امرأة و21 شابًا من مناطق الضفة الغربية والقدس، وتم استقبالهم بحفاوة كبيرة من قبل أهاليهم وأصدقائهم الذين تجمعوا في شوارع رام الله للاحتفال بعودتهم.
تفاصيل الاتفاق والرهائن الإسرائيليين
يأتي هذا الإفراج في وقت حساس بعد إعلان حماس عن إطلاق سراح ثلاث نساء إسرائيليات، كن قد تم اختطافهن في الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023. النساء المفرج عنهن هن إميلي داماري (28 عامًا)، ورومي جونين (24 عامًا)، ودورون شتاينبريشر (31 عامًا)، وقد تم تسليمهن إلى الصليب الأحمر الدولي بعد أكثر من عام من الاحتجاز في أنفاق غزة.
وقف إطلاق النار في غزة
في الوقت نفسه، بدأت قوافل المساعدات الإنسانية في الوصول إلى القطاع بعد وقف إطلاق النار في غزة، لتلبية احتياجات نحو 2.3 مليون نسمة، نزح 90% منهم بسبب الغارات الإسرائيلية المتواصلة. وفي هذا السياق، أبدت منظمة الصحة العالمية استعدادها لدعم القطاع الصحي في غزة، مشيرة إلى أن إعادة بناء البنية التحتية الصحية ستحتاج إلى "وصول منتظم" لتوزيع الإمدادات الطبية.
مواصلة المفاوضات والتحديات المقبلة
بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي يستمر لمدة 42 يومًا، وافقت حماس على إطلاق سراح 33 رهينة مقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وفي المرحلة الثانية من الاتفاق، من المتوقع أن يتم الإفراج عن المزيد من الأسرى، كما ستبدأ المحادثات حول إعادة بناء غزة وإعادة الأمن إلى المنطقة. إلا أن التفاصيل بشأن مستقبل حكم القطاع وإعادة إعماره لا تزال غامضة.
بينما بدأ آلاف الفلسطينيين النازحين في العودة إلى ديارهم، يواجه العديد منهم تحديات كبيرة جراء الدمار الذي لحق بمنازلهم نتيجة الهجمات الإسرائيلية. وبحسب التقارير، فقد دُمرت أكثر من 90% من المباني في غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد، مما يجعل عملية إعادة الإعمار مهمة شاقة ومعقدة.
المرحلة القادمة من الاتفاق
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يتوقع أن تزداد التحديات في المراحل المقبلة، حيث سيتم تنفيذ تبادل الأسرى والرهائن بشكل تدريجي، مع التركيز على وقف دائم للقتال في القطاع. إلا أن الشكوك لا تزال قائمة حول قدرة الاتفاق على الصمود أمام العقبات السياسية والأمنية التي قد تطرأ خلال الفترة القادمة.