صباح بدون رصاص في غزة.. بدء وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل
بدأ وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" سريانه في الساعة 08:30 من صباح اليوم الأحد بتوقيت غزة، ما أثار الآمال في إنهاء الصراع الدموي الذي دام 15 شهراً وأدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في قطاع غزة.
وفقاً للتقارير الإعلامية الصادرة عن "حماس"، بدأت القوات الإسرائيلية في الانسحاب من بعض المناطق في رفح جنوب غزة باتجاه الحدود المصرية، وهو ما يعد خطوة أولى نحو تنفيذ الاتفاق الذي يأمل الجميع أن يؤدي إلى تهدئة مستدامة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي كلمة له مساء السبت، أكد على أن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف العمليات العسكرية في القطاع إذا لزم الأمر، مشدداً على أن هذا الاتفاق يمثل مجرد "وقف إطلاق نار موقت"، وأنه في حال تطلب الوضع استئناف الحرب، ستفعل إسرائيل ذلك بقوة، بدعم أمريكي.
مراحل تنفيذ الاتفاق
يتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه ثلاث مراحل. في المرحلة الأولى، التي تستمر ستة أسابيع، ستفرج إسرائيل عن 737 فلسطينياً مقابل 33 رهينة إسرائيلياً، كما يضمن الاتفاق دخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة يومياً، ضمنها 50 شاحنة وقود. وبالإضافة إلى ذلك، سيتضمن الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً من المناطق ذات الكثافة السكانية في غزة، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
الرهائن والمعتقلون
من ضمن البنود الهامة في الاتفاق، تبادل الرهائن والمعتقلين. في المرحلة الأولى، من المتوقع أن يُفرج عن 33 رهينة إسرائيلياً، من بينهم رهينتان فرنسيتان، على أن تتم معالجة هؤلاء المفرج عنهم في مستشفيات إسرائيلية. في المقابل، ستطلق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين المعتقلين، غالبيتهم من النساء والقاصرين.
التحديات والآمال
في قطاع غزة المدمّر، أعرب العديد من الفلسطينيين النازحين عن رغبتهم الشديدة في العودة إلى ديارهم، حيث تضرر الكثير منهم بفعل الحرب التي بدأت في أكتوبر 2023 بعد هجوم غير مسبوق من "حماس" على إسرائيل. الحرب أودت بحياة أكثر من 46 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أضرار كبيرة في البنية التحتية للقطاع.
لكن رغم التفاؤل الحذر من هذا الاتفاق، يبقى السؤال مطروحاً حول مستقبل المفاوضات وهل يمكن للهدنة الحالية أن تتحول إلى سلام دائم، خصوصاً في ظل عدم وضوح مصير العديد من القضايا الجوهرية مثل إزالة التوترات الحدودية، ومستقبل الأسرى، والوضع السياسي في غزة.
إسرائيل و"حماس" قد أبدتا حتى الآن التزاماً مشروطاً بتنفيذ الاتفاق، حيث يشترط نتنياهو تلقي قائمة رسمية بأسماء الرهائن والمعتقلين قبل أي عملية تبادل.