حرائق كاليفورنيا الآن .. ألسنة اللهب تجتاح المحطات والمنازل وسط جهود الإطفاء المكثفة
حرائق كاليفورنيا الآن، تشهد ولاية كاليفورنيا سلسلة من الحرائق الضخمة التي خلفت خسائر فادحة، حيث اشتعلت النيران في محطة "موس لاندينغ" لتخزين الطاقة، بالإضافة إلى حرائق غابات مستمرة تهدد ملايين السكان.
اندلاع حريق بمحطة موس لاندينغ للطاقة
شهدت محطة "موس لاندينغ" لتخزين البطاريات، الواقعة على بعد 124 كيلومترًا جنوب سان فرانسيسكو، حريقًا هائلًا يوم الخميس الماضي وتحتوي المحطة، المملوكة لشركة "فيسترا إنرجي"، على عشرات الآلاف من بطاريات الليثيوم التي تستخدم لتخزين الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.
واندلعت النيران بعد ظهر الخميس بالتوقيت المحلي واستمرت حتى المساء، مع تصاعد أعمدة دخان سوداء كثيفة، وأجبر الحريق السلطات على إخلاء حوالي 1500 شخص من منطقتي "موس لاندينغ" و"إلكهورن سلو"، وإغلاق الطريق السريع رقم 1.
تصريحات المسؤولين حول الحريق
وقال جلين تشرش، مشرف مقاطعة مونتيري، إن الحريق يشكل كارثة، مؤكدًا أن المبنى الخرساني المحيط بالمحطة قد يمنع انتشار النيران وحتى الآن لا يزال السبب الدقيق للحريق غير واضح، ولكن الحوادث السابقة في المحطة عامي 2021 و2022، كانت نتيجة أعطال في نظام الإطفاء بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
حرائق الغابات في لوس أنجلوس تستمر في التوسع
تزامنًا مع حريق "موس لاندينغ"، تشهد مقاطعة لوس أنجلوس حرائق غابات أججتها الرياح القوية، مما دفع السلطات إلى دعوة السكان للاستعداد لعمليات إخلاء جماعية، ووفقًا للتقارير الرسمية، فإن نحو 6.5 مليون شخص ما زالوا تحت تهديد النيران، مع تدمير أكثر من 12 ألف منزل ومنشأة وإجلاء 200 ألف شخص.
الخسائر البشرية والمادية للحريق
- الخسائر البشرية: توفي ما لا يقل عن 25 شخصًا بسبب الحرائق.
- الخسائر المادية: قُدّرت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرائق بمبلغ يتراوح بين 250 و275 مليار دولار، وفقًا لشركة "أكو ويذر".
جهود السيطرة على الحرائق
يعمل نحو 8500 رجل إطفاء من الولايات المتحدة، إلى جانب فرق دولية من كندا والمكسيك، على إخماد النيران، وقد تم استخدام طائرات لإسقاط المياه ومواد مثبطة للنيران على التلال الوعرة، بينما تعمل الفرق الأرضية على الحد من انتشار الحرائق باستخدام الأدوات اليدوية وخراطيم المياه.
وفي حي باسيفيك باليساديس، أعلنت إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس أنها سيطرت على الحريق بنسبة 27% دون نمو إضافي خلال الـ72 ساعة الماضية، أشارت التحقيقات الأولية إلى احتمال أن تكون الألعاب النارية ليلة رأس السنة هي السبب وراء الحريق، وفقًا لتقارير صحف أمريكية.
تصريحات المسؤولين وتحذيرات السكان
في مؤتمر صحفي، حذرت "ليندسي هورفاث"، مسؤولة في مقاطعة لوس أنجلوس، السكان من خطورة الوضع، ودعت إلى الاستعداد للإخلاء الفوري.
وقال قائد شرطة المقاطعة، "روبرت لونا"، إن أكثر من 82 ألف شخص صدرت بحقهم أوامر إخلاء، بينما تلقى 90 ألف شخص تحذيرات بالإخلاء.
وتؤدي الحرائق إلى تدمير مساحات شاسعة من الغابات والمناطق السكنية، مما يلحق أضرارًا بالبيئة والمناخ، كما تشكل عبئًا ماليًا ضخمًا على اقتصاد الولاية، خاصة مع الخسائر المتزايدة في البنية التحتية.
وتمثل حرائق كاليفورنيا أزمة بيئية وإنسانية غير مسبوقة، حيث تتضافر الجهود المحلية والدولية للسيطرة عليها، ومع استمرار تهديد النيران لملايين السكان، يبقى التحدي الأكبر هو تحسين أنظمة الوقاية والاستجابة السريعة للحد من الخسائر في المستقبل.