حالة واحدة تصح فيها الصلاة بدون وضوء .. "الإفتاء" تحسم الجدل|فيديو
أكد الشيخ إبراهيم عبدالسلام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الصلاة بدون وضوء تعتبر باطلة ولا تصح، موضحًا أن الوضوء أو الاغتسال هما من الشروط الأساسية التي تبيح أداء الصلاة والطواف.
وخلال مشاركته في برنامج "فتاوى الناس" الذي يُعرض على قناة "الناس"، أضاف عبدالسلام أن الصلاة والطواف من العبادات التي تتطلب الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، مشيرًا إلى أنه إذا كان الشخص في حالة حدث أصغر ولم يتوضأ أو يتيمم قبل الصلاة، فإن صلاته لا تكون صحيحة.
وأفاد أمين الفتوى أن الصلاة بدون وضوء قد تكون صحيحة فقط في حالة فقد الشخص للماء والتراب معًا أو في حال منعه من استخدامهما لسبب ما، وفي هذه الحالة يُسمح بالصلاة في حالة الاضطرار.
وأوضح أنه إذا كان الشخص قادرًا على استخدام الماء وكان متاحًا له، فإنه يجب عليه الوضوء لأداء الصلاة بشكل صحيح. واستشهد في ذلك بآية من القرآن الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
الإفتاء توضح حكم الوضوء قبل النوم
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على النوم على وضوء، فقد ورد في الحديث الصحيح عن البراء بن عازب رضي الله عنه، حيث قال: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ..."، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن من نام بعد الوضوء وكلمات الدعاء فهو على الفطرة، وإن توفي في تلك الليلة، وكان بذلك قد ختم عمله بالوضوء والدعاء.
وقد أشار العلماء إلى أن الوضوء قبل النوم من السنن المستحبة، فقد ذكر العلامة ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" أن الوضوء عند النوم مُندَب إليه لما فيه من فضيلة كبيرة، إذ أن الإنسان قد يواجه الموت وهو نائم، وبالتالي يكون قد أنهى يومه على طهارة، مما يعد أفضل الأعمال. كما نقل عن العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" أن تجديد الوضوء قبل النوم مستحب، حتى لو كان الشخص قد أتم وضوءه سابقًا.
بناءً على ذلك، فإن الوضوء قبل النوم يعد سنة مستحبة ومرغوبة شرعًا، ويكمل ذلك الدعاء الذي كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم قبل النوم، وذلك ليختم الإنسان يومه بالأعمال الصالحة.