مملكة إسرائيل المزيفة تثير غضب العرب.. معلقون: دخلتم بوعد بلفور وستخرجون بوعد الله
مملكة إسرائيل المزيفة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة بعد نشر حساب إسرائيل بالعربية التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس (تويتر سابقًا)، والخريطة تزعم أنها تاريخية لإسرائيل، وتضمنت الخريطة أراضي عربية تشمل أجزاء من فلسطين، الأردن، لبنان، وسوريا، مما أثار استياء عربيًا واسع النطاق.
الخريطة المزعومة التي تم نشرها جاءت مرفقة بتعليق يدعم الرواية الإسرائيلية، لكنها خلت من أي دلائل أو مصادر تاريخية موثوقة، وهو ما اعتبره ناشطون على المنصات الاجتماعية محاولة لتشويه التاريخ وتبرير السياسات التوسعية الحالية.
ردود أفعال عربية غاضبة
أثار نشر الخريطة ردود أفعال غاضبة من عدد كبير من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأى البعض أن هذه الخطوة ليست سوى محاولة إسرائيلية جديدة لتوسيع نفوذها الجغرافي عبر الادعاء التاريخي الباطل، وعلق أحد المستخدمين: "هذا تاريخ مزيف، ستبقى فلسطين حرة عربية إسلامية".
في حين قال آخر: “دخلتم بوعد بلفور وستخرجون بوعد الله”، كما وصف العديد من الناشطين هذه الخطوة بأنها استمرار لسياسة الاحتلال القائمة على تزوير الحقائق التاريخية والجغرافية.
ولم تقتصر ردود الأفعال الغاضبة على المواطنين فحسب، بل امتدت إلى المستوى الرسمي، وأدانت عدة دول عربية، من بينها السعودية، قطر، والأردن، نشر هذه الخريطة.
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة لهذه المزاعم، واعتبرت الخريطة انتهاكًا صارخًا للقرارات الدولية، كما أكدت دولة قطر أن هذا السلوك يمثل تحديًا للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
وصفت وزارة الخارجية الأردنية نشر الخريطة بأنه استفزاز واضح، معتبرة أنه امتداد لتصريحات عنصرية من مسؤولين إسرائيليين.
جامعة الدول العربية: تصرّف مرفوض يعكس التطرف الإسرائيلي
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الخطوة الإسرائيلية بشدة، مؤكدًا أن نشر هذه الخرائط ليس تصرفًا عشوائيًا، بل يعكس حالة من التطرف اليميني والهوس الديني التي تسود حكومة الاحتلال.
وأضاف أبو الغيط أن هذه التصرفات تأتي في إطار محاولات إسرائيل لفرض روايتها التاريخية والسياسية، معتبرًا أن الرد عليها يجب أن يكون واضحًا وقويًا.
سياسات توسعية تحت غطاء تاريخي
تتضمن الخريطة التي نشرها الحساب الإسرائيلي مناطق تعتبرها تل أبيب جزءًا مما تزعم أنه "إسرائيل الكبرى"، وهي نظرية تستند إلى أساطير توراتية تفتقر إلى أي أسس قانونية أو تاريخية.
ويرى مراقبون أن نشر هذه الخريطة يأتي في سياق محاولات إسرائيل لتبرير توسعها الاستيطاني والسيطرة على المزيد من الأراضي العربية، خاصة في ظل السياسات اليمينية المتطرفة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وطالب العديد من الناشطين والمحللين الدول العربية باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه هذه الانتهاكات المتكررة، وأكدوا أن الإدانة وحدها لا تكفي، مشددين على ضرورة العمل على جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية لوقف التوسع الإسرائيلي.
كما دعا آخرون إلى تصعيد القضية أمام المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، بهدف تحميل إسرائيل مسؤولية محاولاتها لتزوير التاريخ وتكريس الاحتلال.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على خطر السياسات الإسرائيلية التوسعية، التي تستهدف ليس فقط الشعب الفلسطيني، بل الدول العربية كافة، والرد العربي يجب أن يكون موحدًا وقويًا، ليؤكد رفض المنطقة لكل محاولات الاحتلال لإعادة رسم حدودها الجغرافية والتاريخية.
تظل القضية الفلسطينية في صميم القضايا العربية، والخريطة المزعومة ليست سوى فصل جديد من فصول الصراع الذي لن ينتهي إلا بزوال الاحتلال وإعادة الحق إلى أصحابه الشرعيين.