من هو الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي ؟.. بعد تصدره الترند
تصدر الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي محركات البحث جوجل في مختلف الوطن العربي بعد وفاته، اليوم الثلاثاء، في تركيا، حيث توفي الشيخ سارية الرفاعي مدينة إسطنبول عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد معاناته من تداعيات جلطة دماغية استمرت لشهرين.
ويستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل عن الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي خلال السطور التالية:
من هو الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي
يعد الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي، داعية سوري بارز وعضو في رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري، من مواليد العاصمة السورية دمشق عام 1948.
وهو الابن البكر للعلامة عبد الكريم الرفاعي، أحد العلماء المعروفين في سوريا ومؤسس جماعة زيد بن ثابت، وقد نشأ في عائلة علمية مرموقة، وكان لهذه البيئة تأثير كبير على مسيرته الدعوية والإصلاحية.
من هو الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي
ونشأ الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي في دمشق حيث تلقى تعليمه المبكر تحت إشراف والده، الذي كان له دور بارز في الدعوة والتعليم، وقد أثرت هذه النشأة على الرفاعي ليصبح أحد أبرز الدعاة في سوريا، وكانت دعوته ترتكز على نشر العلم، الإصلاح الاجتماعي، والعمل الخيري، وهو شقيق الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري.
وتخرج الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي في معهد الجمعية الغراء في دمشق، ثم انتقل إلى مصر حيث التحق بالأزهر الشريف، وتخرج في كلية أصول الدين عام 1971، وحصل على درجة الماجستير في التفسير عام 1974.
وتتلمذ الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي على يد العديد من العلماء البارزين، مثل الشيخ عبد الحليم محمود والشيخ محمد محمود حجازي في مصر، وكذا العلماء السوريين البارزين مثل الشيخ محمد كريم راجح وعبد الرزاق الحمصي.
مسيرة الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي الدعوية
عقب عودته إلى دمشق، تولى الرفاعي إمامة مسجد زيد بن ثابت بعد وفاة والده، وواصل نشاطاته الدعوية والاجتماعية، كما تم تعيينه مدرسًا في دائرة الإفتاء عام 1973.
ورغم عرض النظام السوري برئاسة حافظ الأسد عليه منصب مفتي دمشق ووزير الأوقاف، إلا أنه رفض هذه المناصب اعتراضًا على النظام الحاكم.
من هو الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي
في عام 1980، اضطر الرفاعي للهجرة بسبب المضايقات الأمنية التي تعرض لها من قبل نظام حافظ الأسد، حيث غادر إلى الخارج وظل في المهجر حتى عام 1993، عندما عاد إلى دمشق بعد انتهاء فترة الملاحقة، وبعد عودته استأنف عمله الدعوي وواصل إمامة المسجد، وأسس عدة مشاريع خيرية مثل "جمعية حفظ النعمة" التي تهدف إلى جمع وتوزيع الطعام على المحتاجين.
كما أسس الرفاعي العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية في سوريا، مثل "مشروع الكسوة" لجمع الملابس وتوزيعها على المحتاجين، بالإضافة إلى مشاريع لدعم الأيتام والشباب المقبلين على الزواج، كما أسس "مركز زيد بن ثابت" لتعزيز الأنشطة القرآنية، وتولى نشر وتدريس القرآن الكريم.
وفي عام 2008، أسس قناة "الدعوة" الفضائية، لكن النظام السوري أغلقها بعد فترة قصيرة، وفي مجال العمل الدعوي، شارك الرفاعي في العديد من المؤتمرات الإسلامية الدولية وكان عضوًا فعالًا في المجلس الإسلامي السوري.
معارضة الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي لبشار الأسد
كان الشيخ سارية الرفاعي من أوائل المعارضين لبشار الأسد منذ بداية الثورة السورية في 2011، بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في حماة في أغسطس 2011، وندد الرفاعي بها بشكل علني، ووجه خطابًا حث فيه الشعب السوري على التصعيد ضد النظام.
وبسبب مواقفه الثابتة في معارضته لبشار الأسد، تعرض الرفاعي لتهديدات وملاحقات أمنية، مما اضطره للرحيل مجددًا في عام 2012، وبعد أن استقر في إسطنبول، تعرض لجلطة دماغية في 2014، وهو ما أدى إلى شلل جزئي في جسده، ولكنه واصل نشاطاته الدعوية رغم صعوبات الحياة.