ملك الدنمارك يرد بقوة على طلب ترامب شراء جرينلاند

فاجأ ملك الدنمارك فريدريك مواطنيه بتعديل شعار النبالة الملكي ليتضمن جزيرة جرينلاند وجزر فارو بطريقة أكثر بروزًا، في خطوة وصفها الخبراء أنها بمثابة رد على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول رغبته في شراء جزيرة جرينلاند.

بعد أقل من عام من اعتلائه العرش في 2023 خلفًا لوالدته الملكة مارجريت، أصدر الملك فريدريك بيانًا أكد فيه نيته الحفاظ على سيادة مملكة الدنمارك على جرينلاند وجزر فارو.

 وقال القصر الملكي إن التغيير في الشعار يأتي كجزء من تعزيز مكانة المملكة، مع إزالة التيجان الثلاثة التي كانت تمثل اتحاد كالمار بين الدنمارك والنرويج والسويد، واستبدالها برمزين يعبران عن جرينلاند (دب قطبي) وجزر فارو (كبش).

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث لا تزال العلاقة بين الدنمارك وجرينلاند مشحونة، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي في الشهر الماضي حول رغبته في شراء جرينلاند. 

من جانبها، انتقدت رئيسة وزراء جرينلاند، موتي إيجيدي، الدنمارك بسبب قضية الإبادة الجماعية المتعلقة باستخدام وسائل منع الحمل القسرية في الستينيات والسبعينيات، ودعت إلى استقلال كامل للجزيرة.

كما أعلن الملك فريدريك في خطابه السنوي بمناسبة العام الجديد أن "جميعنا متحدون في مملكة الدنمارك، من الجنوب وحتى جرينلاند"، مؤكدًا على وحدة المملكة وأهمية الحفاظ على سيادتها.

تغيير شعار النبالة يثير الاستياء في الدنمارك 

ومن الجدير بالذكر أن التغييرات في شعار النبالة لم تكن محط إعجاب الجميع، حيث أشار المؤرخ ديك هاريسون إلى أن إزالة رموز اتحاد كالمار التي تميزت بها الشعارات الملكية الدنماركية لقرون كانت خطوة مثيرة، بالنظر إلى رمزية هذه التيجان في تاريخ الدنمارك.

من جانب آخر، يرى المؤرخ سيباستيان أولدن يورغنسن أن التعديل في الشعار يحمل رسالة واضحة لدعم سياسة الدولة في الحفاظ على وحدة المملكة في مواجهة الدعوات المتزايدة للاستقلال في جرينلاند وجزر فارو.

وفيما يتعلق بالتأثيرات السياسية لهذه الخطوة، قال الخبير الملكي لارس هوفباك سورينسن إن التغيير يعكس اهتمام الملك الشخصي بالقطب الشمالي، كما أنه يشدد على رسالة مفادها أن جرينلاند وجزر فارو هما جزء لا يتجزأ من مملكة الدنمارك، وهو أمر غير قابل للنقاش.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الدنماركية لم تُصدر تعليقًا رسميًا بعد بشأن هذه التغييرات، ولكنها أثارت نقاشًا واسعًا حول سياسات المملكة تجاه أراضيها البعيدة.