سبب منع السوريين من دخول مصر.. خبراء: تدابير احترازية لحماية أراضيها
سبب منع السوريين من دخول مصر.. تراقب مصر الأوضاع في سوريا بعد سيطرة الجماعات المسلحة على زمام الأمور ومنح الجنسية السورية لآلاف من عناصر الميليشيات الأجنبية الذين حصلوا على جوازات سفر سورية.
وخلال السنوات الماضية فتحت مصر أبوابها أمام السوريين وتم معاملتهم كضيوف وباحترام بالغ ولم تتاجر بهم مثلما فعلت تركيا التي ابتزت أوروبا بفتح حدودها مع أوروبا إذا لم تحصل على دعم مالي .
القرار المصري بشأن السوري لا ينطبق عليه لفظ المنع حيث يقضي بإصدار بوقف دخول السوريين من حاملي الإقامة الأوروبية والأمريكية والكندية من دون الحصول على الموافقة الأمنية، عدم السماح بدخول غير حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة بالبلاد.
ويحرص موقع الأيام المصرية على متابعة التفاصيل
سبب منع السوريين من دخول مصر
أكد رئيس سلطة الطيران المدني في مصر الطيار عمرو الشرقاوي، في تصريحات لوسائل الإعلام أن القرار المتعلق بتحديد دخول السوريين إلى مصر ليس جديدًا ويشبه القرارات التي تم اتخاذها سابقًا تجاه دول تشهد نزاعات، مؤكدًا أن هذا القرار لا يندرج تحت تصنيف المنع كما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف الشرقاوي أن دخول السوريين إلى مصر بموجب هذا القرار سيكون مشابهًا لإجراءات دخول مواطني دول أخرى مثل ليبيا واليمن وأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الحصول على تصريح إقامة مؤقتة يتطلب إتمام الإجراءات اللازمة لدى الجهات المختصة.
خبير: سبب منع السوريين من دخول مصر متعلق بالأمن القومي المصري
كما صرح الخبير في شؤون الأمن القومي اللواء محمد عبد الواحد في تصريحات صحفية بأن هذا القرار يحمل أبعادًا مرتبطة بشكل مباشر بالأمن القومي المصري.
وأوضح عبد الواحد أن السلطات الأمنية في مصر تشعر بالقلق من دخول سوريين يحملون أفكارًا متطرفة قد تهدد الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، في ظل الغموض الكبير الذي يحيط بالمشهد السوري على كافة الأصعدة والتوجهات.
وأضاف أن مصر عانت منذ عام 2013، بعد سقوط حكم جماعة الإخوان، من انتشار الأفكار الجهادية، وما زالت هذه التحديات قائمة حتى الآن.
وأشار عبد الواحد إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا وما نتج عنها من صعود جماعات كانت تحمل السلاح للسلطة يثير القلق خاصة أنها لم توضح بعد ولاءها الحقيقي، متسائلًا هل هو للدولة الوطنية السورية؟ أم هو ولاء للداعمين الذين ساعدوها في الوصول إلى السلطة؟ أم أن ولاءها مرتبط بالأيديولوجيا التي تروج لها هذه الجماعات؟"
كما كشف الخبير الأمني أن تيار الإسلام السياسي يتم استغلاله في الوقت الراهن كأداة لإحداث تغييرات في المنطقة، بدعم من الأطراف الإقليمية والدولية المتعاطفة معه، والتي تسعى إلى إنجاحه بكافة الوسائل، حتى وإن كان ذلك بشكل مؤقت متوقعا أن تصبح سوريا في المستقبل قاعدة أو بيئة حاضنة لجماعات إرهابية عدة في الفترة المقبلة .
سبب منع السوريين من دخول مصر
كما أوضح السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن العلاقة بين مصر والإدارة السورية الحالية هي ملف معقد متعدد الأبعاد، ويشمل اعتبارات سياسية وأمنية.
ولفت حسن إلى أن المسؤولين المصريين يتوخون الحذر عند التعامل مع هذه القيادة، التي تتكون من فصائل مسلحة مثل هيئة تحرير الشام والتي تتبنى خلفيات عقائدية متطرفة تتعارض مع سياسة مصر، مضيفًا أن مصر تتعامل بحذر مع الوضع السوري، وهو وضع مؤقت، وأنها بانتظار مزيد من الوضوح حول التطورات هناك.
وأوضح السفير أن مصر ترغب في التأكد من مدى تنفيذ ما أعلنه أحمد الشرع بشأن التزام إدارته بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم السماح بأي تدخلات خارجية أو محاولات لتقسيم البلاد أو إقصاء أي طرف سوري.
كما أكد على ضرورة أن تكون الحكومة الانتقالية ممثلة حقيقية للشعب السوري دون أن تكون خاضعة لأي حسابات سياسية أو خارجية أخرى.
وأكد السفير رخا حسن أهمية استمرارية العلاقة الاستراتيجية بين القاهرة ودمشق، بغض النظر عن النظام الحاكم في سوريا، مشيرًا إلى أن ذلك يعود لعدة اعتبارات، أبرزها الأمن القومي المصري.
وأشار إلى أن البلدين كانا يشكلان وحدة واحدة في مرحلة من الزمن، وأن مصر لا تزال تدرس الأوضاع وتطوراتها في سوريا بعناية، مضيفًا أن بعض المصريين الموجودين في سوريا متورطين في العمل مع المنظمات المسلحة في سوريا، بل أن بعضهم مطلوب للعدالة ولديه أحكام قضائية، مما يدفع السلطات إلى الاطمئنان على مستقبل العلاقة بين البلدين.
ووصف رخا حسن هذا الإجراء بأنه مؤقت، مشيرًا إلى أن مصر تملك الحق في اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لحماية أراضيها.
ولفت إلى أن سوريا تحتضن في الوقت الحالي مخيم الهول للاجئين، الذي يضم نحو 42 ألف شخص ينتمون لتنظيم "داعش" من أطفال ونساء ورجال، ومن بينهم مصريين وأن دول هؤلاء اللاجئين رفضت استقبالهم، مما يزيد من القلق بشأن إمكانية عودتهم.
أحمد موسى : تم ترقية عناصر لا تنطق العربية في الجيش السوري
في سياق متصل علق الإعلامي أحمد موسى عن تعيينات جديدة في الجيش السوري، حيث أكد أن قيادة جديدة تم تعيينها، تضم شخصًا غير ناطق بالعربية، وهو شخص أجنبي، مشيرًا إلى وجود مصريين مطلوبين للعدالة بسبب تورطهم في قضايا إرهابية تم تعيينهم في الجيش السوري.
وأعرب موسى عن تأييده لقرار مصر بمنع دخول السوريين إلى أراضيها، مؤكدًا أن هذا القرار يدخل ضمن حقوق أي دولة في اتخاذ التدابير التي تحفظ أمنها القومي، مضيفًا أن سوريا قامت في الآونة الأخيرة بمنح الجنسية السورية لآلاف من عناصر الميليشيات الأجنبية، الذين حصلوا على جوازات سفر سورية رغم أنهم لا يحملون أوراقًا قانونية رسمية.
وتابع موسى قائلاً: " سوريا منعت اللبنانيين من دخول أراضيها، وبالتالي مصر لها الحق الكامل في اتخاذ القرارات التي تحافظ على أمن شعبها."
وأضاف أن مصر فتحت أبوابها للسوريين في ظل الأزمة التي مرت بها بلادهم، حيث تم معاملتهم كضيوف، رغم ما أبداه بعض المصريين من اعتراضات على ذلك، مؤكدًا أن السوريين لم يتم إجبارهم على العيش في خيام، بل تم توفير أماكن سكنية لهم، في وقت كانت فيه دول أخرى، بما فيها بعض الدول الأوروبية، قد واجهت صعوبة في التعامل مع الأزمة.
وأوضح موسى أن مصر كانت ولا تزال تتعامل مع السوريين بحفاوة واحترام، وأنه لا يوجد بلد في العالم قدم للسوريين دعمًا مثلما فعلت مصر، مؤكدًا أن هناك بعض الأصوات في سوريا التي تحرض ضد الدولة المصرية ورئيسها عبد الفتاح السيسي، قائلاً: "علينا أن نكون حذرين وواعين لهذه الأصوات التي لا تمثل الشعب السوري."
وأكد موسى أن السوريين الذين استقبلتهم مصر تمكنوا من فتح مطاعم وشركات وحققوا نجاحات اقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر لم تسعَ يومًا للحصول على شكر من أحد، بل إن الله هو من يقدر هذا الموقف الإنساني، متابعًا أنه إذا استمرت محاولات التحريض ضد مصر، فلا بد من اتخاذ موقف حاسم، ولن نسمح بذلك.