الإثنين 06 يناير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الأم المثالية.. شيخ الأزهر يطلب مقابلة الحاجة زينب الشربيني

شيخ الأزهر يطلب مقابلة
شيخ الأزهر يطلب مقابلة الحاجة زينب الشربيني

يُعاني عبد المنعم الشربيني من مرض نادر يُعرف بـ "العظم الزجاجي"، الذي جعله طريح الفراش تمامًا وغير قادر على الحركة، ورغم هذا التحدي الكبير، رفض عبد المنعم الاستسلام، وأصر على إتمام تعليمه الجامعي. 

إلا أن التحدي الأكبر كان في الوصول إلى الجامعة، التي تقع في مدينة بعيدة عن مسقط رأسه، ومن هنا، جاء دور والدته، الحاجة زينب الشربيني، التي كانت الداعم الوحيد له في استكمال مسيرته التعليمية.

الحاجة زينب الشربيني

الحاجة زينب الشربيني.. الأم المثالية 

ورغم تقدمها في العمر، قررت الحاجة زينب، التي تجاوزت الـ60 من عمرها، أن تتحمل عناء حمل ابنها على كتفها يوميًا لتوصيله إلى الجامعة، وكان عبد المنعم يحتاج إلى رعاية خاصة بسبب حالته الصحية، لكن ذلك لم يمنع والدته من بذل كل ما في وسعها. 

وكانت تقطع المسافة الطويلة يوميًا من منزلها إلى الكلية، لتحرص على حضور ابنها محاضراته، ثم تعيده إلى المنزل في نهاية اليوم، وهكذا استمر الحال على هذه الوتيرة حتى وصل عبد المنعم إلى السنة الرابعة في دراسته الجامعية.

شيخ الأزهر يطلب مقابلة الحاجة زينب الشربيني ونجلها

ثم جاء اليوم الذي طال انتظاره، وتلقى عبد المنعم ووالدته اتصالًا من مدير مكتب شيخ الأزهر، ليُخبرهم بأن الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، يرغب في مقابلتهما. 

وكانت هذه المكالمة بمثابة أمل جديد لعبد المنعم ووالدته، إذ شعروا أن معاناتهم قد لاقت استجابة. فورًا، وجه شيخ الأزهر المسؤولين في الأزهر الشريف وبيت الزكاة والصدقات للتكفل بجميع احتياجاتهما، وتقديم الدعم اللازم لهما.

وعبر عبد المنعم عن شعوره بعد تلقيه الاتصال الهاتفي قائلاً: "فوجئت تمامًا بهذا الاتصال، وأنا سعيد للغاية لأنني سألتقي بشيخ الأزهر، أشعر أن هذه المكالمة هي عوض من الله على صبري الطويل، وهي بمثابة تحقيق لحلمي".

وأضاف عبد المنعم، الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، قائلاً: "حلمي بسيط ولكنه كبير بالنسبة لي، أتمنى أن أحصل على وظيفة تضمن لي حياة كريمة، وتقلل من شفقة الناس عليّ، لا أعلم ماذا سيقدمه لي شيخ الأزهر، لكنني أمل أن يكون هناك فرصة تناسب حالتي".

شيخ الأزهر يوجه بتلبية احتياجات والدة أحد الطلاب

ووجَّه شيخ الأزهر الشريف، المسؤولين في الأزهر الشريف وبيت الزكاة والصدقات، بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتلبية كافة احتياجات الحاجة زينب الشربيني، الأم التي قدمت نموذجًا في التضحية والإصرار من أجل تعليم ابنها "عبد المنعم".

شيخ الأزهر يعطي لقب الأم المثالية للحاجة زينب الشربيني

وأعرب شيخ الأزهر عن بالغ تقديره للحاجة زينب، معتبرًا إياها نموذجًا للأم المثالية التي تربي وتعنى بمستقبل ابنها، ضاربة أروع الأمثلة في الصبر والتمسك بالأمل في الله. 

كما أكد أن  الوالدة قدمت درسًا في الإصرار والوفاء بتقديم كل ما في وسعها من أجل تعليم ابنها، رغم المحنة التي مرّوا بها.

ودعا شيخ الأزهر الله عز وجل أن يجزيها خير الجزاء على تضحياتها العظيمة، وأن يجعل من كل خطوة خطتها في خدمة ابنها شفيعة لها يوم القيامة.

توفير الدعم والتكفل الكامل بحاجة زينب الشربيني

كما وجه شيخ الأزهر بتوفير وسيلة نقل مناسبة للوالدة زينب، تُمكّنها من نقل ابنها "عبد المنعم" بسهولة ويسر، بما يتوافق مع حالته الصحية، ويعزز قدرته على التنقل بين المنزل والكلية، فضلاً عن إجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة لابنها، وذلك للتأكد من تقديم الرعاية الصحية اللازمة له.

إضافة إلى ذلك، وجَّه الإمام الأكبر بتحديد موعد لزيارة زينب الشربيني في مكتبه بمشيخة الأزهر، وذلك تعبيرًا عن تقديره الكبير لما قامت به من جهود وتضحيات جليلة من أجل ضمان حصول ابنها على تعليم جيد رغم الظروف الصحية الصعبة التي يعاني منها.

ابن الحاجة زينب الشربني

ابن الحاجة زينب الشربيني، هو طالب في الفرقة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع دمياط، وقد عُرفت الأم بدورها البارز في رعاية ابنها على الرغم من معاناته من مرض "الجسم الزجاجي"، الذي يعوقه عن الحركة تمامًا. 

وكانت الحاجة زينب الشربيني، اعتادت على حمل ابنها بنفسها منذ مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية، من منزلها إلى مقر دراسته في الكلية، لضمان استكماله لدراسته والتمكن من القراءة والكتابة رغم الظروف الصعبة.

تم نسخ الرابط