شيخ الأزهر يزور البابا تواضروس للتهنئة بأعياد الميلاد: جئنا لنجدد حبل المودة
عيد الميلاد المجيد 2025.. زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم السبت، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، جاء ذلك برفقة وفد رفيع المستوى ضم عددًا من الشخصيات البارزة في مجال الشؤون الدينية والتعليمية.
شيخ الأزهر يهنئ البابا تواضروس والمسيحين بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2025
وفي مستهل اللقاء، عبر شيخ الأزهر عن مشاعره تجاه إخوته المسيحيين في مصر، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل تجديدًا للعلاقات الطيبة والمودة المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين.
وقال: "نحن هنا اليوم لنجدد أواصر المودة والتآلف بيننا، ولنعبر عن المحبة المتأصلة التي تربينا عليها في الأزهر الشريف، وذلك بناءً على ما علمنا إياه القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم".
وأشار إلى أن القرآن الكريم لم يذكر "الأديان" وإنما ذكر "الدين الواحد" الذي تعددت رسالاته، مؤكدًا على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى الناس بعيسى ابن مريم عليه السلام، كما ورد في الحديث الشريف: "الأنبياء إخوة من علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد".
وقف العدوان على غزة
وأكد الإمام الطيب على ضرورة استخدام هذه المناسبات الطيبة للمطالبة بوقف العدوان المستمر على إخواننا في غزة، والذي دام لأكثر من خمسة عشر شهرًا.
وتابع: "لا يمكننا أن نحتفل بينما إخواننا في غزة يعانون من الموت والفقد، ويتعرضون لإبادة جماعية وسط صمت دولي مريب".
وأضاف أن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل الظروف الصعبة هو "سلوك معادي للإنسانية"، موجهًا تساؤلًا عن سبب صمت الهيئات العالمية التي تدعي حماية السلام وحقوق الإنسان، بينما تُسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء دون تدخل جاد.
البابا تواضروس يشيد بزيارة شيخ الأزهر
ومن جانبه، رحب قداسة البابا تواضروس الثاني بالزيارة مشيدًا بالروح الأخوية التي تجمع بين المصريين، مسلمين ومسيحيين.
وأكد أن هذه الزيارة تمثل تجسيدًا للوحدة الوطنية التي تسود في مصر، موضحًا أن هناك الكثير من الأحاديث والنقاشات الودية بينه وبين شيخ الأزهر حول القضايا الوطنية والدينية، متمنيًا أن تعمّ البركة والخير في كل أنحاء العالم في السنوات القادمة، وأن يعم السلام والاستقرار على الجميع.
وشدد على أن صناعة السلام لا يمكن أن تتم إلا إذا كانت القلوب خالية من الكراهية والخطايا، مشيرًا إلى أن السلام الحقيقي يتطلب الإخلاص والأمانة في العلاقات بين البشر.
وأضاف أن العملية الصعبة لصناعة السلام تبدأ من الداخل، وأن علماء الدين ورجالاته هم المسؤولون عن توجيه سلوك الناس نحو الخير والإنسانية، منوهًا أن الفتن والصراعات في العالم ناتجة عن غياب الإيمان والإنسانية.
وضم الوفد الذي رافق شيخ الأزهر خلال الزيارة عددًا من الشخصيات البارزة، في مقدمتهم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة سحر نصر، المدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات المصري، بالإضافة إلى عدد من قيادات الأزهر الشريف.