الأربعاء 05 فبراير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مراحل العلاقات الإنسانية.. يخطر ببالنا أحيانًا بعد أن يدق منتصف الليل أجراسه مجموعة من الأسئلة الكونية منها ما هو منطقي ومنها ما لا يعرف المنطقية، ومن تلك الأسئلة التي تخطر على بالي مل يلي: لماذا تنتهي العلاقات الإنسانية بنفس الشغف والحماسة التي تبدأ بها ؟ لماذا يتراجع اهتمامنا بالأشخاص بعد أن كان في البداية في أقصى درجاته ؟ لماذا يذهب الحب ؟ ولماذا قد نرى الشخص الذي كان في يوم من الأيام مثلًا يحتذى به، أصبح في النهاية شخصًا عاديًا جدًا، بل وأحيانًا أقل من العادي؟

وكعادتي لا أترك للتساؤلات مجالًا في عقلي.. وبعد بحث ودراسة قررت كتابة هذا المقال للإجابة على تلك الأسئلة من خلال وجهة نظري المتواضعة، وسأقسم حديثي إلى ثلاث مراحل أساسية تحدث في أي علاقة جديدة نمر بها.

مراحل العلاقات الإنسانية.. مخدر البدايات

هذه هي المرحلة التي يلتقي فيها شخصان أو يتعرفان على بعضهما، قد يكونان يعملان في نفس المجال أو في مجالات مختلفة، ولكن كل طرف في هذه العلاقة يراه الآخر بصورة مثالية، ويرسم له شخصية عظيمة، ويميل كلاهما إلى الظهور بأفضل صورة ممكنة أمام الآخر في محاولة لجذب انتباهه، وهذا يحدث بشكل طبيعي، حيث يسعى كل طرف لكسب الآخر، والتعرف عليه عن قرب.

مراحل العلاقات الإنسانية.. الإنبهار

تعتبر هذه المرحلة أجمل مرحلة في أي علاقة، سواء كانت علاقة حب، أو صداقة، أو أخوة، أو حتى علاقة عمل، هي الفترة التي يرى فيها كل طرف الآخر في صورة لامعة ومثالية، بلا أخطاء، وتظل المشاعر متوهجة طوال الوقت.

ويصبح الشخص مدمنًا على وجود الآخر في حياته، لدرجة أن المزاج قد يتأثر بشكل سيء في حال لم يتلق اتصالًا أو رسالة من الشخص الآخر، ولكن، مع مرور الأيام وتكرار المشهد نفسه، يبدأ هذا الانبهار في التراجع، لا شيء جديد، الأمور تكررت، نفس الشخص يقوم بنفس الأشياء، يقول نفس الكلام.. هنا تبدأ مرحلة التراجع في المشاعر.

مراحل العلاقات الإنسانية.. الحقيقة

هذه هي المرحلة الأخيرة التي تمثل المحطة الحاسمة في أي علاقة إنسانية بين اثنين، هنا يبدأ كل طرف في معرفة حقيقة الآخر، ويدرك أنه ليس شخصًا مثاليًا كما كان يتصور، بل هو شخص عادي مثل باقي الناس، وفي هذه المرحلة، ندرك أن كل شخص لديه عيوبه، قد يخطئ أحيانًا، وقد يقوم بأشياء جيدة، لكنه ليس محور الكون كما كنا نعتقد، وما يحدث في هذه المرحلة هو أننا نقبل حقيقة أن كل شخص ليس ملاكًا، وأنه في النهاية بشر عادي، مثلنا تمامًا.

تكمن المشكلة في أننا غالبًا ما نرفع سقف طموحاتنا في الأشخاص، ونحاول أن نراهم على أنهم ملائكة خاليين من العيوب والأخطاء، مما يجعلنا ننسى أنهم بشر مثلنا، ننسى أنهم قد يخطئون ويصيبون، وأنه لا يوجد شخص مثالي، ننسى أن العالم مليء بـ 8 مليار إنسان، وأن الحياة لا تتوقف على شخص واحد.

لذا، من الأهمية بمكان أن نتقبل أنفسنا والآخرين كما هم، لا تكن حكمًا على الناس، ولا تظن أن أحدًا لا يمكن استبداله، العلاقات العابرة قد تنتهي ويأتي من بعدها من هو أفضل، المهم هو أن تتعامل مع الآخرين بطبيعتك، ولا تحاول التصنع أو لعب دور ليس دورك، لأن ذلك سيجعلك في النهاية شخصًا لا تعرفه، وستشعر بالكثير من العزلة وعدم الرضا عن نفسك.

وفي النهاية، تذكر أن ما يهم حقًا هو التوازن في علاقاتك.. اهتم بمن يهتم بك، وتقبل الآخرين كما هم، وكن دائمًا نفسك، لأن هذه هي الطريقة التي ستجعلك مميزًا.

تم نسخ الرابط