قبر لوسيفر.. حقيقة الادعاءات واليوبيل المقدس 2025

قبر لوسيفر، في الآون الأخيرة، أثارت فيديوهات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا، حيث ادعى ناشروها أن الفاتيكان مبني فوق قبر لوسيفر (الشيطان)، وأن البابا فرنسيس سيقوم بفتح القبر ضمن فعاليات اليوبيل المقدس لعام 2025، ويرصد لكم موقع الأيام المصرية حقيقة هذه الادعاءات، وهل فعلًا قبر لوسيفر تحت مبني الفاتيكان أم لا.
هذه المزاعم سرعان ما لاقت انتشارًا واسعًا، مما دفع الكثيرين للبحث عن حقيقتها. لكن الواقع مختلف تمامًا، فهذه الادعاءات مبنية على معلومات مغلوطة.
قبر "لوسيفر" في الفاتيكان بين الحقيقة والخيال
تقع مقبرة الفاتيكان الأثرية (Vatican Necropolis) تحت بازيليك القديس بطرس، وهي موقع أثري يعود إلى عهد الإمبراطورية الرومانية، ويذكر اسم "لوسيفر" في خريطة لهذه المقبرة كجزء من المنطقة التي تعرف بـ"القطاع U"، ومع ذلك، فإن الاسم المكتوب يعود لفترة تاريخية سبقت ارتباط اسم "لوسيفر" بالشيطان في المسيحية.

وفقًا لتاريخ الكنيسة، لم يكن اسم "لوسيفر" يحمل أي دلالات شيطانية حتى القرن الرابع الميلادي، فقد كان اسمًا شائعًا بين المسيحيين، ومن أبرز من حملوا هذا الاسم القديس لوسيفر لكالياري، الذي عاش في القرن الرابع.
الاكتشافات الأثرية تاريخ مقبرة الفاتيكان
مقبرة الفاتيكان اكتُشفت خلال حبرية البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958)، وهي تتضمن نحو 22 مقبرة تضم رفاتًا تعود لفترة الإمبراطورية الرومانية، وتشير الدراسات إلى أن هذه المقابر كانت مخصصة للدفن والحرق، وتحتوي على أسماء عائلات وأفراد من حقب مختلفة.
بالعودة إلى ما يعرف بـ"قبر لوسيفر"، يشير الباحث في الكتاب المقدس دان ماكليلان إلى أنه ليس قبرًا للشيطان، بل يحمل اسمًا يعود لأحد الأشخاص أو العائلات الذين عاشوا قبل انتشار المسيحية كدين مهيمن في روما.
يوبيل 2025 طقوس مقدسة وليست شيطانية
ادعاءات فتح "بوابات شيطانية" خلال اليوبيل المقدس 2025 لا أساس لها من الصحة، وفي الواقع، يوبيل الكنيسة الكاثوليكية هو تقليد ديني يُقام كل 25 عامًا، ويهدف إلى تعزيز التوبة الروحية والمغفرة.

في 24 ديسمبر 2024، افتتح البابا فرنسيس "الباب المقدس" في كاتدرائية القديس بطرس، وهو أحد الأبواب الأربعة الرئيسية التي تفتح خلال عام اليوبيل، ويرمز فتح هذه الأبواب إلى "الصفح الكامل" عن الخطايا، ويُتوقع أن يجذب الحدث أكثر من 30 مليون مؤمن إلى روما، كما يُخطط لفتح الأبواب المقدسة في ثلاث كاتدرائيات رئيسية أخرى في روما، بالإضافة إلى آلاف الكنائس حول العالم.
رد الفاتيكان على المزاعم
أكدت الكنيسة الكاثوليكية أنه لا يوجد أي خطة لفتح قبر "لوسيفر" أو أي قبور أخرى في مقبرة الفاتيكان، ووصفت هذه الادعاءات بأنها محض شائعات تهدف لإثارة البلبلة.

التفسيرات التاريخية والدينية لقبر لوسيفر
- أصل اسم "لوسيفر": في اللاهوت المسيحي، بدأ اسم "لوسيفر" يشير إلى الشيطان بعد ترجمة القديس جيروم للكتاب المقدس إلى اللاتينية (الفولغاتا) في القرن الرابع الميلادي قبل ذلك، كان الاسم يستخدم للإشارة إلى "حامل الضوء" أو "كوكب الزهرة".
- السياق الأثري: مقبرة الفاتيكان تُعدّ شاهدًا على التاريخ الروماني، حيث دُفنت فيها شخصيات بارزة من الحقبة الإمبراطورية.
الأهمية الثقافية والدينية ليوبيل 2025
يوبيل الكنيسة الكاثوليكية لعام 2025 سيكون فرصة فريدة للزوار من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في فعاليات روحية وثقافية، ويشمل البرنامج قداديس، معارض، مؤتمرات، وحفلات موسيقية، مع التركيز على التوبة ودعم المهمشين، وهو ما ظهر جليًا في زيارة البابا لسجن ريبيبيا في روما.
بينما تزداد سرعة انتشار الأخبار عبر الإنترنت، يجب توخي الحذر في تصديق الادعاءات غير المستندة إلى أدلة، وقبر "لوسيفر" ليس إلا جزءًا من التاريخ الأثري لمقبرة الفاتيكان، ولا علاقة له بالشيطان، أما يوبيل 2025، فهو مناسبة دينية تهدف إلى تعزيز الإيمان والتوبة، بعيدًا عن أي مزاعم شيطانية أو غامضة.