الرئيس السيسي: الأحداث الجارية انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في الجلسة الثانية لـ مؤتمر الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، حيث تم تخصيصها لبحث الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في كل من غزة ولبنان.
وألقى الرئيس كلمة استعرض خلالها مواقف مصر بشأن الأوضاع الراهنة في المنطقة، مع التركيز على القضية الفلسطينية والوضع في لبنان، ودور مصر في دعم الاستقرار الإقليمي.
الوضع الإقليمي بين ازدواجية المعايير وتصاعد الانتهاكات
وخلال كلمته، أوضح الرئيس السيسي أن اجتماع القادة يأتي في ظل أوضاع حساسة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى تصاعد التحديات والتهديدات التي تواجهها.
وأكد أن الأحداث الجارية تُظهر ازدواجية واضحة في المعايير الدولية وتآكل المبادئ الإنسانية، مع انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي.
وأشار إلى استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وامتدادها إلى لبنان، بالإضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية عبر الاستيلاء على أراضٍ جديدة وشن هجمات داخل الأراضي السورية، إلى جانب الإعلان الإسرائيلي عن إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 من طرف واحد.
موقف مصر الداعم لوحدة واستقرار الدول العربية
وأكد الرئيس في كلمة، الموقف المصري ورفضه التام للممارسات الإسرائيلية في سوريا ودعمه الكامل لوحدة واستقرار الأراضي السورية، مشددًا على أهمية إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا، بحيث تكون بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري دون أي تدخلات خارجية أو فرض إملاءات.
الأوضاع المأساوية في غزة والضفة الغربية
واستعرض الرئيس تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرًا إلى أن الحرب تسببت في سقوط أكثر من 45 ألف شهيد، أغلبهم نساء وأطفال، و107 آلاف مصاب، مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص.
كما لفت إلى التدمير الواسع للبنية التحتية في القطاع، حيث بلغت نسبة الدمار حوالي 70%، ووصلت معدلات الفقر والجوع إلى مستويات كارثية تجاوزت 90%.
وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، أشار الرئيس إلى معاناة السكان نتيجة توسع الاستيطان وعنف المستوطنين والاقتحامات العسكرية المتكررة، مجددًا التأكيد على أهمية دور وكالة "الأونروا" في دعم اللاجئين الفلسطينيين، مشددًا على أن حق العودة لن يسقط بمرور الزمن.
ودعا إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، مع رفع القيود الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية، مشددًا على أهمية إقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كشرط أساسي لأي تصور مستقبلي للقطاع.
كما رفض بشكل قاطع أي خطط تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية سواء عبر التهجير القسري أو فصل غزة عن الضفة والقدس.
سقوط أكثر من 4000 شهيد و16 ألف مصاب في لبنان
وتطرق الرئيس السيسي خلال كلمته، إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 4000 شهيد و16 ألف مصاب، إلى جانب نزوح 1.2 مليون شخص.
وأكد أن مصر سارعت منذ بداية الأزمة إلى دعم الشعب اللبناني، حيث أنشأت جسرًا جويًا لنقل المساعدات الإنسانية والطبية بكمية إجمالية بلغت 92 طنًا.
كما رحب الرئيس بالإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان، داعيًا المجتمع الدولي إلى توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار، الذي تُقدّر تكاليفه بنحو 5 مليارات دولار على الأقل.
ولفت إلى أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل، بما يتيح للجيش اللبناني بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية.
الرئيس السيسي: مصر لن تدخر جهدًا في دعم الشعوب العربية والإسلامية
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن مصر لن تدخر جهدًا في دعم الشعوب العربية والإسلامية لحفظ سيادتها وضمان سلامة أراضيها، مؤكدًا على استمرار مصر في بذل جهود مكثفة لخفض التصعيد واستعادة الاستقرار في المنطقة، بما يفتح المجال أمام التنمية والتقدم لصالح شعوب المنطقة.