نوع من البكتريا الاصطناعية يهدد استمرار الحياة على الأرض
في تقرير جديد، حذر مجموعة من العلماء بالولايات المتحدة من نوع جديد من البكتريا يطلق عليه "البكتيريا المرآة" والتي يمكنها أن تشكل تهديدًا خطيرًا على الحياة على كوكب الأرض.
وتتمثل هذه البكتيريا في أشكال اصطناعية من الحياة، تختلف جذريًا عن الكائنات الحية المعروفة، وهو ما يجعلها تشكل تهديدًا محتملاً للنظم البيئية وصحة الإنسان.
البكتريا المرآة: كائنات مصممة مع خصائص مغايرة
تعتبر البكتريا المرآة كائنات مصممة باستخدام جزيئات الحياة ولكن مع "نسخ معكوسة" من العناصر الأساسية مثل الحمض النووي والبروتينات، إذ يتكون الحمض النووي DNA وRNA من جزيئات "يمينية"، بينما تكون البروتينات مصنوعة من أحماض أمينية "يسارية".
على الرغم من أن هذا النوع من الحياة لم يتطور بشكل طبيعي على الأرض، إلا أنه يمكن تصنيعه في المختبرات، بحسب مانشرته صحيفة "أندبيدنت" البريطانية.
وقال العلماء إن هذه الكائنات الاصطناعية يمكن أن تكون قادرة على الهروب من الكائنات الحية المفترسة مثل الفيروسات والميكروبات التي تحد من أعداد البكتيريا الطبيعية. وفي حال تم إنشاء هذه الكائنات بنجاح، فإنها قد تنتشر في النظم البيئية بسهولة، مما يعرض البشر والحيوانات والنباتات لخطر العدوى المستمرة.
دراسة تأثير البكتريا المرآة على النظم البيئية وصحة الإنسان
وأوضح عالم الأحياء الدقيقة فون كوبر، من جامعة بيتسبرج، أن "الميكروب المرآوي المخلق لن يكون غير مرئي فقط للكائنات الحية، بل أيضًا للفيروسات والميكروبات التي تهاجمه".
وأضاف أن هذه الكائنات قد تصبح تهديدًا حقيقيًا إذا لم يتم إدارتها بعناية، حيث إنها قد تتسبب في اختلالات في النظم البيئية.
ومن جانبه، قال باتريك كاي، عالم بارز في علم الأحياء الاصطناعي من جامعة مانشستر: "إذا تم تطوير هذه البكتيريا، فقد تتمكن من التهرب من الدفاعات المناعية، ومقاومة الحيوانات المفترسة الطبيعية، مما يؤدي إلى تعطيل النظم البيئية".
التحديات المستقبلية والضرورة للتخطيط المسبق
رغم أن البكتريا المرآة لا تزال مفهومًا نظريًا لم يتحقق بعد، فإن العلماء يدعون إلى دراسة المخاطر المحتملة لهذه الكائنات قبل أن تصبح حقيقة. وقال الدكتور كاي: "على الرغم من أن هذه البكتيريا قد لا تكون ممكنة قبل عقود، فإن لدينا فرصة الآن لمناقشة المخاطر واتخاذ تدابير استباقية قبل ظهورها".
تُظهر الدراسات أن هذه الكائنات قد تشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا إذا أصبحت قابلة للتصنيع بشكل واقعي، ويشدد العلماء على ضرورة توجيه الأبحاث المتعلقة بها بطريقة تضمن السلامة العامة للإنسان والحيوان والنظام البيئي.
على الرغم من أن البكتريا المرآة لا تزال قيد التصور، فإن العلماء يأملون في أن تساهم هذه التحذيرات في إثارة نقاشات بين العلماء، وصناع السياسات، والمجتمع المدني حول كيفية التعامل مع هذا التقدم العلمي. وقال العلماء في تقريرهم إن التقنيات ذات الصلة، مثل الحمض النووي والبروتينات المرآتية، قد تساهم في تقدم الطب، لكن الحوار المبكر ضروري لضمان سلامة المجتمع والبيئة.