هل ظهر صدام حسين في سجن صيدنايا السوري؟
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا صورة نُسبت إلى الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، زُعم أنها مأخوذة من داخل السجون السورية، وبالتحديد من سجن صيدنايا، مع ادعاء العثور عليه حيًا داخل نفق سري، وقد أثارت هذه الصورة جدلًا واسعًا بين المستخدمين، خاصة بعد انتشارها مع تعليق يشير إلى أن قوات المعارضة السورية هي من عثرت عليه، وفي هذا الإطار ينشر موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية حقيقة الأخبار المتداولة.
هل ظهر صدام حسين في سجن صيدنايا السوري؟
عند مراجعة الصورة المنشورة وتحليلها، تبين أنها مأخوذة من قالب إخباري مزيف يُزعم أنه من قناة الجزيرة، إلا أن تصميم القالب بدا مختلفًا عن النمط المستخدم حاليًا في القناة، وبعد البحث عبر الموقع الرسمي وحسابات قناة الجزيرة، لم يُعثر على أي دليل يثبت بثها لهذا المشهد.
ومن خلال البحث العكسي عن الصورة، اتضح أن الأصل يعود إلى صورة وثّقت اعتقال الرئيس الجورجي الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي في كييف بأوكرانيا، بتاريخ 5 ديسمبر 2017، والتي نُشرت عبر الإذاعة الأوروبية الحرة، وقد تم تعديل الصورة بإضافة وجه صدام حسين مكان وجه ساكاشفيلي، ما يؤكد أنها صورة مفبركة.
أسباب انتشار الشائعة
انتشرت هذه الشائعة بالتزامن مع انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا، والتي أعلنت فرق الدفاع المدني السوري خلالها عدم العثور على زنازين أو سراديب سرية في السجن، وتزامن ذلك مع روايات خيالية أخرى تتحدث عن العثور على شخصيات شهيرة في السجون السورية، مثل المطران بولس يازجي، والإمام الشيعي موسى الصدر، لكن جميعها نفتها الجهات المعنية.
الذكاء الاصطناعي والشائعات
لعب الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا في تضخيم هذه الشائعات، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو مزيفة صُنعت باستخدام هذه التقنية على منصات مثل "تيك توك"، وزُعم أنها توثق مشاهد من داخل السجون السورية، ومن ضمنها صورة ادعى مروجوها أنها لشخص خرج من سجون تحت الأرض في سوريا وظهر عليه علامات خوف وذهول.
عودة الحديث عن صدام حسين
تزامن انتشار الشائعة حول ظهور صدام حسين مع ذكرى اعتقاله في 13 ديسمبر 2003، وهذه الشائعة ليست الأولى من نوعها، لكنها اكتسبت زخمًا نتيجة للأزمات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، ورغم ذلك، فإن صدام حسين أُعدم علنًا فجر 30 ديسمبر 2006، مما يجعل هذه الادعاءات غير منطقية.
التنبؤات والشائعات
ربط البعض الشائعة بتنبؤات ليلى عبد اللطيف، التي تحدثت عن "عودة شخصية سياسية بارزة للحياة بعد موتها"، لكن هذه التنبؤات تظل مثار جدل ولا تستند إلى أدلة ملموسة.
يثير الحديث عن ظهور شخصيات تاريخية أو سياسية بعد وفاتها فضول الجمهور، لكنه غالبًا ما يكون جزءً من شائعات تُستغل لتحقيق الإثارة الإعلامية، وفي ظل التحقق المستمر من صحة الصور والمعلومات، يتضح أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.