خطة ممر داوود.. حلم إسرائيل لتغيير ملامح الشرق الأوسط
خطة ممر داوود.. تعد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أدلى بها في أكتوبر الماضي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، نقطة فارقة لفهم التطورات المرتقبة في الشرق الأوسط، ويرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل.
ففي هذا الخطاب، شدد بنيامين نتنياهو على تحالفات جديدة ونظام إقليمي قيد التشكل في المنطقة، مشيرًا إلى أن أي تسوية في قطاع غزة أو لبنان ستأتي في إطار هذا السياق المتغير.
خطة ممر داوود
وزعم نتنياهو أن حكومته تتبنى خطة منهجية لتفكيك ما وصفه بـ "محور الشر"، قائلًا: "نحن نعمل على تغيير الشرق الأوسط"، وأضاف أن إسرائيل ستواصل تعزيز موقعها كدولة مركزية في المنطقة.
نتنياهو: دمار حماس وحزب الله وسقوط بشار بداية فصل جديد تاريخ الشرق الأوسط
وتابع في مزاعمه قائلًا: "لقد دمرنا كتائب حماس، وقصفنا حزب الله في لبنان، وقتلنا نصر الله"، مؤكدًا أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بعد 54 عامًا من الحكم يمثل بداية فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط.
كما أشار نتنياهو إلى أن "محور الشر" لم ينته بعد، لكن إسرائيل ستواصل العمل على تغيير المنطقة لصالحها. وتوقع أن تواجه إسرائيل تحديات كبيرة، لكنه أبدى تفاؤله بمستقبلها وأكد عزمه على ضمان أمنها في ظل الوضع الجديد في سوريا.
خطة ممر داوود.. تغيير ملامح الشرق الأوسط
يبدو أن ملامح الشرق الأوسط في الفترة المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة تهدف إلى تحقيق ما يُسمى "ممر داوود"، والذي من شأنه أن يساهم في تحقيق ما تُعرف بـ "إسرائيل الكبرى"، حيث لم يعد هذا مجرد سيناريو بعيد الاحتمال، بل أصبح هدفًا تسعى إسرائيل لتحقيقه مستفيدة من التوترات والتداخلات الإقليمية والدولية الراهنة، التي تعتبرها فرصة مثالية لتحقيق طموحاتها، سواء عبر الحروب المدمرة أو من خلال التسويات والمفاوضات.
وتعتبر إسرائيل أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 كان بمثابة فرصة ذهبية لتحقيق أهدافها، حيث شرعت في تغيير المعادلات العسكرية في المنطقة بشكل جذري، ويبدو أن هذا الهدف دفع نتنياهو لتجاهل التحذيرات الأمنية من هجوم متوقع من حماس.
ومع تحول موازين القوى، أصبحت إسرائيل مستعدة لدفع أثمان باهظة لتحقيق ما يعتبره اليمين الإسرائيلي "نبوءة توراتية" عن الشرق الأوسط الجديد، الذي لا مكان فيه للميلشيات أو "أشباه الدول" كما تصفه إسرائيل.
خطة ممر داوود.. توغل إسرائيلي في الأراضي السورية بعد سيطرة فصائل المعارضة
أفادت وكالة "رويترز" بأن التوغل العسكري الإسرائيلي في سوريا قد بلغ عمقًا يصل إلى 25 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق، فيما ذكرت مصادر أمنية سورية أن القوات الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى منطقة "قطنا" في جنوب سوريا، على بعد 10 كيلومترات من المنطقة العازلة التي تفصل سوريا عن الجولان المحتل، ورغم مزاعم جيش الاحتلال بأنه سيعمل فقط داخل المنطقة العازلة، إلا أن هذا التوغل يشير إلى تجاوز هذا الحد في بعض الأحيان.
خطة ممر داوود.. أحد أهداف التوغل الإسرائيلي في سوريا
ويأتي هذا التوسع العسكري في إطار خطة إسرائيلية تهدف إلى تغيير الواقع العسكري في المنطقة، مع التلميح إلى أن الحرب قد لا تنتهي إلا بعد القضاء على القوى العسكرية غير النظامية وتطويع الأنظمة الإقليمية الرسمية بما يتماشى مع المسار الذي تسعى إليه إسرائيل.
ويبدو أن القوى الكبرى في العالم توافق بشكل عام على هذا المسار، مع بعض التحفظات حول الأوضاع الإنسانية التي قد تطرأ نتيجة لهذا التحول، لكن هذه التحفظات لا تغير في حقيقة أن المسار العام في طريقه للتنفيذ.