وقعوا في الترعة والست رمت بناتها من ميكروباص ديروط.. أسيوط تعيش كابوس جديد
في حادث مأساوي هز محافظة أسيوط، سقطت سيارة ميكروباص في مياه الترعة الإبراهيمية بمركز ديروط، مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين، وتسبب في حالة من الذهول بين المواطنين. الحادث وقع في موقف سيارات الأجرة، عندما انزلق الميكروباص الذي كان يحمل 14 راكبًا، ليتحول إلى مشهد مرعب بين الحياة والموت.
تفاصيل الحادث
كان الميكروباص في طريقه إلى أحد المناطق، قبل أن يفقد السائق السيطرة عليه ويصطدم بالحافة ليسقط إلى الترعة نزلقًا في المياه. ورغم سرعة استجابة فرق الإنقاذ، فقد أسفر الحادث عن غرق عدد من الركاب. وبمساعدة قوات الإنقاذ النهري والحماية المدنية، تم انتشال جثة واحدة، فيما لا يزال البحث جارياً عن ضحايا آخرين.
اللحظات الإنسانية
لكن الحادث لم يقتصر فقط على الكارثة المادية والبشرية، بل كان شاهداً على لحظات إنسانية مأساوية. في مشهد مؤلم، قامت إحدى الأمهات، في لحظة حاسمة، بإلقاء طفليها خارج السيارة نحو بر الأمان في محاولة لإنقاذ حياتيهما، رغم علمها بأن ذلك قد يكلفها حياتها. وبعدما نجا الطفلان، فقدت الأم حياتها، ليظل موقفها مصدر إلهام في التضحية الأمومية.
تضامن وتحقيقات
من جهة أخرى، تزايدت التساؤلات حول سبب الحادث، خصوصاً بعد أن أظهرت التحقيقات أن السائق كان قد تعرض للتحقيقات القانونية، حيث أمر المستشار محمد محروس بحبسه على ذمة التحقيقات، مع إجراء تحليل مخدرات وفحص نفسي له. كما قررت السلطات المحلية صرف تعويضات مالية لأسر الضحايا، حيث خصصت 50 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، و5 آلاف جنيه للمصابين.
الاستجابة السريعة
وقد شهد الحادث استجابة فورية من قبل الجهات المعنية، حيث تم الدفع بـ 25 غواصًا من مديرية أمن أسيوط، إضافة إلى فرق الإنقاذ النهري التي عملت بلا هوادة في محاولة لإنقاذ الأرواح الغارقة. كما تم إرسال آليات ثقيلة لمساعدة فرق الإنقاذ في إتمام مهمتهم في أسرع وقت ممكن.
الجانب الإنساني والتضحية
ويظل المشهد الأبرز في هذا الحادث هو تضحية الأم، التي كانت عنوانًا للشجاعة والإصرار على إنقاذ حياة أطفالها، رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها. كذلك، يذكر أن هناك أربع سيدات كن قد غادرن السيارة قبل وقوع الحادث، بعدما اعترضن على زيادة الأجرة، وهو ما أتاح لهن الفرصة للنجاة.
التحقيقات مستمرة
وفيما تواصل فرق التحقيقات عملها لتحديد أسباب الحادث بدقة، تبقى هذه المأساة محطة حزن في ذاكرة أهالي أسيوط، الذين لن ينسوا مشهد التضحية والشجاعة التي تجلت في هذا الحادث المأساوي.