من هو بشار الأسد؟.. طبيب عيون يحكم سوريا ربع قرن خلفًا لوالده
بشار الأسد .. أعلنت المعارضة السورية صباح اليوم الأحد 8 ديسمبر، دخولها العاصمة دمشق، وإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد الذي استمر نحو 25 عامًا، وفي هذا الإطار ينشر موقع الأيام المصرية التفاصيل الخاصة بهذا الخبر.
من هو بشار الأسد؟
تأثر حكم بشار الأسد في سنواته الأولى بحرب العراق والأزمة اللبنانية، لكن الحرب الأهلية التي اندلعت بعد الربيع العربي في 2011 شكلت منعطفًا كبيرًا، فقد خرج السوريون إلى الشوارع مطالبين بالديمقراطية، مما أدى إلى تصاعد العنف واندلاع صراع طويل الأمد.
وقدم بشار الأسد في بداية حكمه نفسه كرجل بسيط وقريب من الشعب، وظهر في مقاطع مصورة وهو يقود سيارته الخاصة، وأخرى مع زوجته في زيارة لقدماء المحاربين في منازلهم، ولكن الأمور تغيرت تدريجيًا.
حيث تولى بشار الأسد منصب الرئاسة في عام 2000 بعد وفاة والده، الرئيس حافظ الأسد، رغم أنه لم يكن مُعدًا لهذا الدور، وكان الأسد قد أعد ابنه الأكبر باسل لخلافته، إلا أن وفاته في حادث سيارة عام 1994، دفع بشار، الذي كان يدرس طب العيون في لندن، إلى تولي الحكم بدلًا منه.
بدأ بشار وكأنه سيتبنى إصلاحات ليبرالية، حيث أطلق ما يُعرف بـ"ربيع دمشق" بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفتح الاقتصاد أمام الشركات الخاصة، كما عزز آمال الشعب السوري في الإصلاح بزواجه من أسماء الأخرس، المصرفية البريطانية المولودة في بريطانيا، والتي أنجب منها ثلاثة أبناء، ولكن هذه الآمال سرعان ما تلاشت مع قمع المعارضة وإغلاق الملفات الاقتصادية لصالح الفساد والمحسوبية، وهو ما وصفته برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة في 2008.
بداية حكم بشار الأسد
أول محطة رئيسية في حكم بشار كانت في 17 يوليو 2000، عندما أدى اليمين أمام مجلس الشعب، بعد شهر من وفاة والده، وانتُخب رئيسًا بنسبة 97.29% من الأصوات في انتخابات كان هو المرشح الوحيد فيها، كما تم تعديل الدستور لتخفيض السن القانونية للترشح للرئاسة من 40 إلى 34 عامًا كي يتمكن بشار من خلافة والده، وبذلك أصبح بشار الأسد قائدًا للجيش وأمينًا عامًا لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم.
كما دعا مئة من المثقفين السوريين في سبتمبر 2000 السلطات إلى العفو عن السجناء السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ، مما فتح فترة من الانفتاح، انتهت بتوقيف معارضين سياسيين في صيف 2001، مما أدى إلى نهاية "ربيع دمشق".
وفي عام 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت، واتهمت المعارضة اللبنانية النظام السوري وحلفاءه في لبنان بالضلوع في عملية الاغتيال، مما أدى إلى انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغط دولي في أبريل 2005.
تظاهرات ضد حكم الأسد
وفي 2011، انطلقت تظاهرات ضد حكم الأسد في سياق الربيع العربي، وواجه النظام هذه الاحتجاجات بعنف مفرط، مما أدى إلى حرب أهلية طاحنة مع فصائل المعارضة المسلحة، ومع استمرار الحرب، تدخل حزب الله اللبناني إلى جانب النظام بجانب دعم إيران، وفي 2015، تدخلت روسيا عسكريًا لصالح بشار الأسد، مما ساعده على استعادة العديد من المناطق التي خسرتها قواته لصالح المعارضة.
في 2021، جرت انتخابات رئاسية جديدة في سوريا فاز فيها بشار الأسد بنسبة 95.1% من الأصوات، وفي مايو 2023، عاد الأسد إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد من العزلة، إثر قمع الحراك الشعبي في 2011.
لكن في 8 ديسمبر 2024، بعد 11 يومًا من الهجوم الخاطف الذي شنته المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام، أعلن عن دخول قوات المعارضة دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد، ليطوي بذلك آخر فصول حكمه الذي دام 24 عامًا.