حكم صلاة الوتر.. هل هي واجبة أم سنة؟
حكم صلاة الوتر.. تعتبر صلاة الوتر من الصلوات التي تحمل طابعًا روحانيًا خاصًا في حياة المسلم، وهي من السنن العظيمة التي ميزها الله تعالى عن غيرها من العبادات، كما أكد النبي صل الله عليه وسلم، على فضلها، لكونها تمثل جسرًا للتواصل مع الله في خلوة الليل.
حكم صلاة الوتر.. هل هي واجبة أم سنة؟ علي جمعة يجيب
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، أن وقت صلاة الوتر يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرةً ويمتد حتى قبل طلوع الفجر، مؤكدًا أنه لا يجوز أداؤها بعد أذان الفجر.
وأشار إلى أن صلاة الوتر تُصلى وِترًا، أي بركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو أكثر، شرط ألا تُصلى شفعًا (ركعتين فقط)، مستدلًا على ذلك بقول النبي صل الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ».
كيفية أداء صلاة الوتر
وقال جمعة، إن صلاة الوتر تُعتبر سنة مؤكدة باتفاق جمهور الفقهاء، إلا أن المذهب الحنفي يرى أنها واجبة، لافتًا إلى أن آراء المذاهب الفقهية في كيفية أداء صلاة الوتر، جاءت كما يلي:
- المذهب الحنفي: يرى أن الوتر واجب ويؤدى بثلاث ركعات متصلة دون تسليم بينهن، مع قراءة الفاتحة وسورة في كل ركعة، والقنوت في الركعة الثالثة قبل الركوع.
- المذهب المالكي: يعتبر الوتر سنة مؤكدة، ويُصلى ركعة واحدة بعد شفع (ركعتين) يُفصل بينهما بالتسليم، بينما وصل الركعات الثلاث مكروه.
- المذهب الشافعي: يرى أن الوتر سنة مؤكدة، ويمكن أن يُؤدى بركعة واحدة أو ثلاث ركعات، سواء ركعتين وتسليم ثم ركعة، أو ثلاث ركعات متصلة بتشهد واحد.
- المذهب الحنبلي: يوافق الشافعية في سنية الوتر، ويُصلى بركعتين ثم ركعة منفصلة، أو ثلاث ركعات بتشهدين وسلام واحد، كما يُجزئ ركعة واحدة لمن أراد الاختصار.
هل يجوز قضاء صلاة الوتر؟
وفي سياق متصل، قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، إن قضاء صلاة الوتر أمر مستحب في حال فاتت بسبب عذر، مثل المرض أو النوم، مستشهدًا بما ورد عن النبي -صل الله عليه وسلم- أنه كان حريص على قضاء السنن والنوافل التي اعتاد عليها.